اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي الجزء : 1 صفحة : 608
المسألة الرابعة: في إثبات الدائرة
نعني بالدائرة [1] : «السطح المستوي الذي يحيط به خط واحد في داخله نقطة كل الخطوط المستقيمة الخارجة منها إلى المحيط متساوية» وقد اتفق الجميع من المتكلّمين والفلاسفة على إثبات الخط المستقيم. وأمّا الدائرة فقد أنكرها مثبتوا الجزء الذي لا يتجزأ من الحكماء والمتكلمين، وأثبتها النافون له منهم.
الأوّل: الجسم إمّا بسيط أو مركب، والبسيط لابدّ منه، وإلاّ لزم نفي المركب، فيلزم نفي الأجسام بأسرها، وهو محال. والشكل الطبيعي للبسيط إنّما هو الكرة، لأنّ طبيعته واحدة، والواحد لا تتكرر آثاره الطبيعية [3] ، وغير الكرى من الأشكال كثير، فلا يصدر عن البسيط إلاّ الكرة، ويحصل من قطعها بنصفين دائرتان عليهما.
وفيه نظر بمنع استناد الشكل إلى الطبيعة، كيف وأنّه لازم للجسم بسبب التناهي الذي ليس لازماً للماهية.
الثاني: إذا تخيّلنا سطحاً مستوياً وتخيلنا خطاً مستقيماً مرسوماً في ذلك البسيط، وأثبتنا أحد طرفيه على ذلك السطح، ثمّ حرّكنا ذلك الخط على ذلك
[1] الدائرة: منحن مقفل تقع جميع نقطه في مستوى واحد، وعلى نفس البعد من نقطة تسمّى المركز. كما يمكن تعريف الدائرة أيضاً بأنّـها قطاع مخروط نتج عن تقاطع مستوي عمودي على محور مخروط مع سطح ذلك المخروط. ويطلق اسم الدائرة أيضاً على المساحة التي يحيط بها ذلك المنحني، بينما يسمىّ المنحني نفسه بمحيط الدائرة. الموسوعة العربية الميسّـرة: 118. [2] انظر الوجوه في التحصيل: 404. [3] قال الشيخ: «ويجب أن يكون الشكل الّذي يقتضيه [طبيعة] البسيط مستديراً وإلاّ لاختلف هيئته في مادّة واحدة عن قوّة واحدة» شرح الإشارات2:203.
اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي الجزء : 1 صفحة : 608