responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 600

قارنت القوّة فصارت بها أشد تأثيراً وفعلاً، وهو باطل. ومع بطلانه فالمقصود حاصل; لأنّ القوّة القوية إذا كانت من نوع القوّة الضعيفة، والقوّة الضعيفة غير داخلة في هذا القسم من الكيفية فالقوّة[1] القوية أيضاً غير داخلة، لأنّ أحد المثلين إذا لم يدخل تحت جنس لم يكن الآخر داخلاً تحته.

وأيضاً الحرارة لها قوّة شديدة على الإحراق، فلو دخلت تحت جنس الانفعاليات والانفعالات لزم تقوّمها بجنسين، وهو محال. فإذن القوّة الشديدة لا تدخل تحت هذا الجنس.

المسألة الثالثة: في أنّ الصلابة واللين وجوديان أم لا ؟

قد سبق فيما تقدم في الكيفيات الملموسة أنّ الصلابة هي الاستعداد الطبيعي نحو اللا انفعال، وأنّ اللين هو الاستعداد الطبيعي نحو الانفعال، فليس جعل أحدهما عدماً للآخر أولى من العكس. فإذن ليس التقابل بينهما تقابل العدم والملكة فهما إذن كيفيتان وجوديتان.

إلاّ أنّ لقائل أن يقول: الاستعداد الطبيعي تلزمه أُمور ثلاثة:

الأوّل: اللا انغمار وهو عدمي.

الثاني: المقاومة المحسوسة.

الثالث: بقاء الشكل على ما كان، وهما وجوديان.

وذلك الاستعداد لا يجوز أن يكون عدمياً، لأنّه علّة لأمرين وجوديين، وعلّة الموجود موجودة، فذلك الاستعداد أمر وجودي.

وأيضاً الانغمار ـ كما حققناه ـ حركة حاصلة في سطح الجسم مقارنة لحدوث شكل مخصوص فيه واستعداده لقبول الحركة، لأنّه جسم طبيعي، واستعداده لقبول ذلك الشكل لأنّه متكمِّم [2] . وإذا كان كونه جسماً طبيعياً


[1] ج: «القوة».
[2] في المخطوطة: «مثلين»، وما أثبتناه من المباحث المشرقية.

اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 600
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست