responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 554

بالضوء، بل بقي على حاله في الليل، ولمّا لم يكن كذلك علمنا تكيّف الهواء بالضوء في النهار فمنع من رؤية الكواكب; لأنّ الحس لا يشاهد الضعف حال وجود الضوء القوي.

وأمّا الثاني فلأنّا نجد ضوء الشمس إذا أشرق على بعض الجدران، وكان مقابل ذلك الجدار وبالقرب منه مكان مظلم، فإنّ ذلك المكان يضيء بعد أن كان مظلماً، ولو كان لذلك المكان المظلم باب، وكان مقابل الباب داخل ذلك البيت جدار، فإنّ ذلك الجدار يكون أشدّ إضاءة من بقية البيت. ثمّ إذا زالت الشمس وزال ضوؤها المشرق على ذلك الجدار عاد الموضع مظلماً، فعلمنا أنّ المستضيء من غيره قد يضيء شيئاً ثالثاً.

المسألة السادسة: في أنّ حصول الضوء الثاني من الهواء المضيء ليس على سبيل الانعكاس

إعلم أنّ المضيء لغيره [1] قد يضيء غيره على سبيل الانعكاس، كالمرآة الصقيلة إذا وقع عليها الضوء، فإنّها تضيء غيرها ممّا يقابلها بأن ينعكس الضوء الأوّل منها إلى المقابل.

وقد يكون لا على سبيل الانعكاس، كالضوء الثاني المفروض على وجه الأرض وفي أفنية البيوت الحاصل من الهواء المستضيء بمقابلة الشمس، لأنّ هذا الضوء لو كان على سبيل الانعكاس من الهواء إلى وجه الأرض لما كانت أجزاء ذلك الجو كلّها مضيئة، كما في المرآة، فإنّها لمّا أضاءت بالانعكاس لم يكن جميع سطحها مضيئاً، إذ الانعكاس إنّما يكون عن السطح الصقيل، وعود الضوء منه إلى ما ينعكس إليه، فلا ينفذ في عمق الجسم ذي السطح الصقيل، لكن الاعتبار دلّ على أنّ جميع الضوء المضيء مضيء في نفسه، ويضيء كلّ ما يقابله.


[1] ق: «بغيره».

اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 554
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست