responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 528

وقيل إدراك اللون بما هو لون، والضوء بما هو ضوء، لا يكون إلاّ في زمان، لأنّا إذا فتحنا الكوّة، فإمّا أن نرى الضوء في الآن الذي هو أوّل زمان فتحها وهو محال; لأنّ في الآن لا يزول الساتر إلاّ عن الخط والنقطة، وهما لا يقبلان الضوء، أو إن قبلاه لكن الضوء واللون المختصين بهما غير محسوسين، وإنّما نراه في زمان فتحها، وذلك يوجب ما ذكرناه.

خامساً: المشهور أنّ القوة الباصرة تتعلّق بالشخص من حيث إنّه شخص[1] لا بالماهية الكلّية. وقيل عليه: إنّا إذا رأينا شيئين متساويين مطلقاً فإنّه يشتبه أحدهما بالآخر، والاشتباه إنّما يكون لعدم الشعور بما به يخالف أحدهما الآخر، لكن كلّ واحد منهما يخالف صاحبه من حيث هو هو، فلو كانت القوّة الباصرة متعلقة به من حيث هو هو لما وقع الاشتباه، لوجوب الشعور بالامتياز. والتالي فاسد فالمقدم مثله.

وفيه نظر، لأنّ المميز بين المتشابهين القوة العقلية لا البصر، ولمّا أدّى البصر صورتين جزئيتين متساويتين، عجزت القوة العقلية عن التمييز بينهما، لا [2] أنّ البصر تعلّق بأمر كلّـي، لأنّه إنّما يتعلّق بجزئي ذي وضع.

سادساً: قيل: الأطرف ـ وهي النقطة والخط والسطح ـ مرئية; لأنّا ندرك التفرقة بالحس بين العظيم والصغير، وما ذاك إلاّ للإحساس بأنّ سطح أحدهما أعظم من سطح الآخر، ولكنّ الإحساس بها مشروط بالإحساس بالضوء واللون أوّلاً، ولهذا فإنّا لا نرى هذه الأشياء في الأجسام الشفافة.

وفيه نظر، فإنّ الحس لا يدرك أنّ أحدهما أعظم، فإنّ ذلك من أحكام العقل، ومن أنكر وجودها أنكر رؤيتها.


[1] ق و س : «هو» بدلاً عن «شخص».
[2] في النسخ: «إلاّ»، أصلحناها طبقاً للمعنى.

اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 528
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست