responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 515

فإنّه يحسّ بثقله، وهو ميله بالذات، وينخرق[1] منه الهواء وهو ميله بالعرض.

فإذا طرأ على جسم ذي ميل طبيعي بالفعل ميل قسري تقاوم القاسر والطبيعة، فإن غلب القاسر حدث ميل قسري وبطل الطبيعي. ثمّ تأخذ الموانع الخارجية والطبيعة معاً في إفنائه قليلاً قليلاً، وتقوى الطبيعة بحسب ذلك، ويأخذ الميل القسري في الانتقاص وقوة الطبيعة في الازدياد إلى أن تقاوم الطبيعة الباقي من الميل القسريّ فيبقى الجسم عديم الميل.

ثمّ تجدّد الطبيعة ميلها مشوباً بآثار الضعف الباقية فيها، ويشتدّ الميل بزوال الضعف ويكون حكمها حكم الممتزجين، فإنّ الماء الحار لا يجتمع فيه حرارة وبرودة معاً، بل يكون متكيّفاً بكيفية متوسطة بين غايتين الحرارة الغريبة والبرودة الذاتية، تارة أميل إلى هذه وتسمى حرارة، وتارة أميل إلى تلك وتسمى برودة، وتارة متوسطة بينهما ولا تسمى باسمهما، وذلك بحسب تفاعل الحرارة العارضة والطبيعة المبرّدة. كذا الميلان لا يجتمعان في الجسم على حد الصّرافة، بل يكون أبداً ذا حال بين الميل القسريّ الشديد والطبيعيّ الشديد، تارة يسمى بالميل المنسوب إلى القسر، وتارة بالمنسوب إلى الطبع، وتارة بعدمهما معاً، وذلك بحسب تفاعل الميل القسريّ والطبيعة. فكما كان فعل الطبيعة المائيّة عند وجود العرض الذي تقتضيه وهو البرودة حِفظه، وعند وجود ما يضادّه كالحرارة إفنائه، وعند الخلوّ منهما ايجاد البرودة، كذا فعل الطبيعة في الجسم ما دام مفارقاً لحيّزه عند وجود الميل المنبعث عنها حِفظه، وعند وجود ميل غريب يخالفه إفنائه، وعند خلوّ الجسم عن الميل إيجاد الميل الطبيعي [2].

وفيه نظر، لأنّه إن عنى بالسبب القريب التام، منعنا كون الميل كذلك،


[1] ج:«يتحرّك».
[2] شرح الاشارات 2:212 ـ 214.

اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 515
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست