responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 509

طباع المتحرّك ـ إمّا أن تحدثه الطبيعة، كميل الحجر عند هبوطه، أو النفس كميل النبات عند بروزه من الأرض، والحيوان عند اندفاعه الإراديّ ـ أو يحدثه القاسر الخارج من الجسم كميل السهم عند انفصاله عن القوس [1].

وفيه نظر، فإنّا نقول: إن كانت الطبيعة في اقتضائها للحركة القابلة للشدة والضعف مفتقرة إلى توسط لثباتها وعدم ثبات الحركة باعتبار قبولها للشدة والضعف، نقلنا الكلام إلى ذلك المتوسط، فإنّه إن كان قابلاً للشدة والضعف امتنع صدوره عن الطبيعة الثابتة، وإن لم يكن قابلاً للشدة والضعف امتنع صدور الحركة عنه.

المسألة الخامسة: في أقسام الميل [2]

لما كان الميل مبدأً قريباً للحركة انقسم بانقسامها. ولمّا انقسمت الحركة إلى الطبيعية والإرادية والقسرية، وأيضاً إلى المستقيمة والمستديرة، وكذلك باقي أقسامها، انقسم الميل أيضاً إلى تلك الأقسام. فالطبيعي منه ما تحدثه الطبيعة، والإرادي منه ما تحدثه النفس، والقسري ما يحدثه القاسر. والميل المستقيم ما تقتضي الحركة المستقيمة، والمستدير ما تقتضي المستديرة. وكما وجد في الحركة تضاد، كذا يوجد فيه تضاد أيضاً. وكما أمكن تركّب الحركات، كذا أمكن تركب الميول.

واعلم أنّ الأجسام تختلف في قبول الميل والامتناع عن ذلك بحسب الأُمور الذاتية وغيرها. فالاختلاف الذاتي هو الذي يكون بحسب قوة الميل الطباعي وضعفه، وهو أن يكون الأقوى بحسب الطباع ـ كالحجر العظيم ـ أكثر امتناعاً


[1] شرح الاشارت 2:208 ـ 210 و 212.
[2] انظر الأقسام في المباحث المشرقية 1:399 ـ 400; شرح الاشارات2:212.

اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 509
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست