responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 496

المسألة الثالثة: في سبب كون الحرارة والبرودة فعليّتين وكون الرطوبة واليبوسة انفعاليّتيـن

قيل الحرارة والبرودة قد يحصل بينهما تفاعل وتأثير وتأثّر، كما يحصل بين الرطب واليابس، فلماذا كانت الحرارة والبرودة فعليتين، والرطوبة واليبوسة منفعلتين [1]؟! أُجيب: بأنّ السبب في ذلك أُمور ستة [2]:

السبب الأوّل: الأضداد لا يجب أن تكون كلّها متفاعلة، فإنّ الخفة والثقل ضدان ولا يؤثر ثقل الثقيل في خفة الخفيف مع بقاء طبيعته، بل تَغَيُّـر خفة الخفيف وثقل الثقيل تابع لتغيّـر طبيعة كلّ منهما. وكذا الرطب إذا خالط اليابس بلّه، ولم ينقل اليابس عن يبوسته إلى الرطوبة فإنّه لم يثبت ذلك بالبرهان، وكذا اليابس إذا خالط الرطب نشّفه، فأمّا أن ينقله عن الرطوبة إلى اليبوسة، مع بقاء طبيعته، فلم يثبت بالبرهان أيضاً. أمّا الحرارة والبرودة فإنّ البرهان قائم على انقلاب الحار بارداً و بالعكس من غير أن يخالط كلّ منهما صاحبه، على ما يأتي إن شاء اللّه تعالى في باب الكون والفساد.

السبب الثاني: الحار والبارد يفعلان في الرطب واليابس دون العكس، فإنّ الحرّ يفيد الترقيق والرطوبة، والبرودة تفيد التكثيف واليبس، فالحرارة والبرودة كلّ واحدة منهما فاعلة في الأُخرى، وهما فاعلتان في الرطوبة واليبوسة. وأمّا الرطوبة واليبوسة فليس لواحدة منهما فعل في الأُخرى ولا في الحرارة والبرودة، فلهذا جعلت الحرارة والبرودة فاعلتين دون الرطوبة واليبوسة.

السبب الثالث: لو سلّمنا أنّ بين الرطوبة واليبوسة تفاعلاً كما بين الحرارة


[1] طبيعيات الشفاء، الفصل العاشر من الفن الثالث.
[2] انظر الأجوبة في نفس المصدر، والمباحث المشرقية 1:393 ـ 394.

اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 496
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست