responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 481

وأمّا الثاني: فإنّ هذه الأعراض تستند إلى الفاعل المختار، أو إلى المبدأ الفياض عندهم بشروط عدميّة، أو إلى كيفية ثبوتية غير الحرارة.

وذهب جماعة من المتكلّمين لا مزيد تحصيل لهم، من جملتهم سعيد بن زرارة إلى أنّه ليس في النار حرارة، ولا في الزيتون زيت، بل الحرارة تحدث فيها عند قربنا منها، والزيت يحدث عند العصر. وربّما قالوا: بل تحدث الحرارة فينا نحن عند قربنا منها. وهذه جهالة ظاهرة. قال بشر بن المعتمر شعراً: [1]

ياسعيد بن زرارة وحمار ابن حمارة * ليس في الزيتون زيت، ليس في النار حرارة

المسألة الثالثة: في تعديد أصناف الحار والبارد

الحار قد يقال على ما يحس بحرارته، كالنار. وقد يقال على ما لا يكون كذلك، بل يكون ظهور تلك الكيفية منه موقوفاً على ملاقاته لبدن الحيوان، كما يقال للغذاء والدواء إنّهما حارّان. وعليه يقاس البارد.

وللقسم الثـاني منهما ـ وهو الذي لا نحس فيه بالحرارة والبرودة، بل يكون ظهورهما موقوفاً على ملاقاة البدنـ علامات بعضها تجريبيّة وبعضها قياسية. وهو من وجوه: أضعفها اللون، وتارة الطعم وأُخرى الرائحة، وتارة سرعة الإنفعال وعُسـره، فإنّ المتخلخل أسرع انفعالاً عمّـا يلاقيه من المتكاثف، لضعف جِرميّة المتخلخل وقوة جِرميّة المتكاثف. فالأجسام إذا تساوت في القوام ثمّ تفاوتت في قبول الحرارة من فاعل واحد فالأقبل يكون في طبعه أسخن، لأنّه لمّا تساوى نسبة الفاعل والقابل منهما،لو لم يختص الأقبل بما يعاضد الخارجي، لم يكن الأثر


[1] بشر بن المعتمر الهلالي البغدادي، أبو سهل: فقيه معتزلي مناظر، من أهل الكوفة، تنسب إليه الطائفة «البشرية» منهم. له مصنفات في «الاعتزال» ومات ببغداد سنة 210 هـ. (الزركلي، الأعلام2:55).

اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 481
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست