responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 479

نعرف لزوم هذه الآثار لها، فإذا لم نَعرف ثبوت هذه الآثار لها إلاّ بعد معرفة استنادها إليها استحال أن تكون هذه الآثار معرّفة لها، وإلاّ دار.

لأنّا نقول: ليس الغرض من رسوم هذه الكيفيات إفادة ماهيتها، فإنّ الحس أفاد الممكن في ذلك، بل الغرض ذكر خواصّها وآثارها بحيث تميّزها عن غيرها، وهو يحصل بذكر هذه اللوازم.

وأمّا اللذع فهو كيفية نفّاذة جداً لطيفة، تُحدث في الإتصال تفرقاً كثير العدد، متقارب الموضع، صغير المقدار، فلا يحس كلّ واحد بانفراده، ويحس بالجملة كالوجع الواحد. والتخدير بتبريد العضو بحيث يصير جوهر الروح الحاملة قوة الحس والحركة إليه بارداً في مزاجه، غليظاً في جوهره، فلا تستعملها القوى النفسانية، ويجعل مزاج العضو كذلك فلا يقبل تأثير القوى النفسانية، وهاتان فعليتان.

واللذعَ يفعل ما يفعل بفرط الحرارة المقتضية للنفوذ واللطيف. والتخدير يفعل ما يفعل بفرط البرودة المقتضية لنفوذ[1] الروح، فهما تابعان للحرارة والبرودة.

المسألة الثانية: في اثبات البرودة والحرارة

ذهب جماعة من قدماء الحكماء إلى أنّ البرودة ليست كيفية وجودية، بل هي عدم الحرارة عمّـا من شأنه أن يكون حاراً، والضرورة تقتضي بطلان ذلك، فلا حاجة هنا إلى إبطاله بالبرهان. وقد استدل بعضهم على إبطاله بوجهين:

أ: لو كانت البرودة عدم الحرارة لكان الذي ندركه من الجسم البارد، إمّا الجسم، أو عدم الحرارة. والأوّل باطل، وإلاّ لكنّا إذا أدركنا الجسم الحار وجب أن ندركه على حالة البرودة، لأنّ برودته نفس جسميته المدركة حال حرارته، لكن ذلك محال. والثاني باطل، لأنّ العدم لا يحس به.


[1] كذا في النسخ، و لعلّ الصواب: «لتبرد».

اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 479
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست