responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 462

أجزاء المحدود، والبسيط لا جزء له، بل إنّما يعرف بلوازمه البيّنة. ولمّا كان الكيف من الأجناس العوالي لم يمكن تعريفه إلاّ بالرسم. وقد اشتهر عن القدماء في رسمه أنَّه: «هَيْأة قارّة لا يوجب تصورها تصور شيء خارج عنها وعن حاملها، ولا قسمة ولا نسبة في أجزاء حاملها» فبالهيأة خرج الجوهر، وكونها «قارّة» يميّزها عن مقولتي أن يفعل وأن ينفعل وعن الزمان، و «كون تصورها لا يوجب تصور غيرها» يميّزها عن المضاف والأين والمتى والمِلك، و «وكونها غير مقتضية للنسبة في أجزاء حاملها» يميّزها عن الوضع، و «كونها بحيث لا تقتضي القسمة» يميّزها عن الكم.

قيل [1]: المفهوم من «أن يفعل» مؤثّرية الشيء في الشيء، فالشيئان إن كانا ثابتين كانت مؤثرية المؤثر في المتأثِّر أيضاً ثابتة، لأنّ المؤثرية من لوازم الماهية المؤثِّرة ولازم الثابت ثابتٌ.وإذا كانت تلك المؤثرية ثابتة غير متغيرة، فقولنا «هيئة قارّة» لا يفيد الاحتراز عن تلك المؤثرية الثابتة، إلاّ أن يقال: المؤثر إن كان متغيّـراً كانت مؤثريته زائدةً على الذات، وإن كان ثابتاً لم تكن المؤثرية حُكماً زائداً على الذات، وإذا كانت المؤثرية الثابتة غير ثبوتي لم يحتج إلى الاحتراز عنها في الرسم، ولكن ذلك تحكُّم، فإنّه ليس بأن تكون مؤثرية المؤثر المتغير زائداً على ذاته، أولى من أن تكون مؤثرية المؤثر الثابت زائدة على ذاته.

وأيضاً قولكم: «لا يوجب تصورها تصور شيء خارج عنها وعن حاملها» يفيد الاحتراز عن مقولتي «أن يفعل» و «أن ينفعل»; لأنّهما من الأعراض النسبية التي يوجب تصورها تصور شيء خارج عنها وعن حاملها، فيستغني عن


[1] والقائل هو الرازي حيث قال بعد ذكر التعريف: «هذا ما قيل وفيه سبعة أبحاث»، المباحث المشرقية: 369ـ 373. وقد نقل صدر المتألّهين تلك الاشكالات، ثمّ قال: «ويمكن الجواب عن أكثر هذه الايرادات» الأسفار 4:59 ـ 61.

اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 462
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست