responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 381

اللازمة لماهية ما يعرضان له، فإنّه المتنازع، ولو سلّمنا وجوب حلول المقدار في محل قائم بذاته غير موجود في موضوع، فَلِمَ قُلتم إنّه يجب أن يكون حينئذ حالاّ ً في المادة ؟!

المسألة الثانية: في تحقيق كون المقدار تعليميّاً [1]

إعلم أنّ أنواع المقدار المتصل ذي الوضع، ثلاثة [2] ; لأنّ المقدار لا بدّ فيه من الانقسام، فخرجت النقطة ـ التي هي شيء غير منقسم ـ عنه، وبقي ما ينقسم في جهة واحدة وهو الخط، وما ينقسم في جهتين وهو السطح، وما ينقسم في الثلاث وهو الجسم التعليمي. ولا يمكن الزيادة عليها، لأنّ الخطوط المتقاطعة على زوايا قائمة لا تزيد أبعادها عن الثلاثة.

ثمَّ قد سبق أنّ هذا المقدار لا يفارق المادة في الخارج عند أكثرهم، ويمكن أن يفارقها في الذهن [3]، فإنّه يمكننا أن نعتبر مجرّد المقدار وإن لم نلتفت إلى موادّه ككونه مقداراً لأرض أو لماء أو لهواء، فإذا تخيّلنا الجسميةـ التي هي الأبعاد الثلاثةـ من غير اعتبار شيء من المواد البتة [4]، ولا أحوالها، كان ذلك المتخيّل هو الجسم التعليمي، لأنّه موضوع بعض علم الهندسة.

ثمَّ [إنَّ] تلك الأبعاد الثلاثة المتخيّلة لا تتخيل، ولا تحسّ إلاّ جسماً متناهياً،


[1] راجع المباحث المشرقية 1:320ـ 321.
[2] أي الكم المتصل القارّ، راجع مقولات أرسطو من منطقه 1:43; شرح الإشارات2:154 وما بعدها، وراجع في لزوم تعريف المقدار بـ «ذي الوضع» شرح شرح الإشارات لقطب الدين الرازي، والفصل الرابع من المقالة الثالثة من إلهيات الشفاء.
[3] انظر «كيفية مفارقة السطح للجسم والخط للسطح توهماً» في الفصل الرابع من المقالة الثالثة من إلهيات الشفاء.
[4] م: «البتة» ساقطة.

اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 381
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست