responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 353

فهذه أصناف اختلاف القوى باعتبار آثارها المتفاوتة بالعدّة أو المدّة أو الشدّة، لأنّ الصادر عنها، إمّا عمل متصل في زمان أو أعمال متوالية لها عدد، ففرض النهاية واللانهاية فيه يكون بحسب مقدار ذلك العمل أو عدد تلك الأعمال، والذي بحسب المقدار يكون إمّا مع فرض وحدة العمل واتصال زمانه، أو مع فرض الاتصال في العمل نفسه، لا من حيث يعتبر وحدته وكثرته، كقوى يُفرض صدور عمل واحد منها في أزمنة مختلفة، كرماة يقطع سهامهم مسافة محدودة في أزمنة مختلفة، فالتي زمانها أقلّ أشدّ قوّة من التي زمانها أكثر، ويجب أن يقع عمل غير المتناهية لا في زمان. وكقوى يفرض صدور عمل ما منها على الاتصال في أزمنة مختلفة، كرماة تختلف أزمنة حركات سهامهم في الهواء، ولا محالة تكون التي زمانها أكثر أقوى من التي زمانها أقل، ويجب من ذلك أن يقع عمل غير المتناهية في زمان غير متناه. وكقوى يفرض صدور أعمال متوالية عنها مختلفة بالعدد كرماة يختلف عدد رميهم، ولا محالة تكون التي يصدر عنها عدد أكثر أقوى من التي يصدر عنها عدد أقل، ويجب من ذلك أن يكون لعمل غير المتناهية عدد [غير ] [1] متناه. فالاختلاف الأوّل بالشدَّة والثاني بالمدَّة والثالث بالعدَّة.

والفرق بين الشدّة والمدّة:

1ـ أنّ الزائد بحسب الشدّة ناقص بحسب المدّة.

2ـ ولأنّه قد تختلف القوى بحسب المدّة دون الشدّة، فإنّ سكون الثقيل في الجوّ لا يقبل التفاوت بحسب الشدّة، بل بحسب المدّة.

والفرق بين العدّة والمدّة، أنّ المدّة هي في ثبات شيء واحد، واعتبار العدّة ليس في ثبات شيء واحد [2].


[1] أضفناها طبقاً للمعنى و السياق.
[2] راجع طبيعيات النجاة: 127.

اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 353
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست