responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 329

البحث الخامس: في ماهية الزمان

اختلف الناس في ماهية الزمان [1]، فذهب جماعة من الأوائل إلى أنّه لا تحقّق له في الأعيان، وإنّما هو عبارة عن مقايسة بعض الحوادث ببعض، فإذا قيل: وُجِد زيد منذ يومين، كان معناه: أنّه وجد بعد طلوع الشمس من مشرقها مرّتين، وإنّما اعتبر ذلك دون غيره لعمومه وشهرته عند كلّ الناس، وإلاّ فقد كان يمكن نسبة كلّ حادث إلى كلّ حادث.

وذهب آخرون منهم [2] إلى أنّ له ماهية وحقيقة، واختلفوا فذهب بعضهم إلى أنّه جوهر مجرّد قائم بنفسه واجب الوجود لذاته، لاستلزام فرض عدمه المحال وهو ضروري الثبوت; لأنّا نعلم أنّ زيداً الحادث الآن لم يكن موجوداً زمان الطوفان، وأنّه موجود الآن، والعلم بوجود الآن والماضي جزء[3]من العلم بأنّه موجود الآن ولم [4] يكن موجوداً زمن الطوفان. والعلم بالجزء سابق على العلم بالكل، والسابق على البديهي أولى أن يكون بديهياً. وأمّا استلزام فرض عدمه المحال، فلأنّه لو فرض عدمه كان عدمه بعد وجوده بعدية زمانية، فيكون موجوداً حال ما فرض معدوماً، وهذا محال بالضرورة، وكلّ ما استلزم عدمه المحال لذاته كان واجب الوجود لذاته، وكلّ جسم وجسماني ليس واجباً لذاته، فالزمان ليس بجسم ولا جسماني.


[1] ولتحقيق الحال راجع طبيعيات الشفاء الفصل العاشر من المقالة الثانية من الفن الأوّل1:148; المباحث المشرقية 1:765ـ 767; شرح الإشارات 3: 82 ـ 97; شرح المواقف 5:102ـ 114; شرح المقاصد 2:187; الأسفار الأربعة 3:141.
[2] أي من متقدمي الفلاسفة.
[3] ق وج: «و» بدل «جزء» . والعبارة في غاية التشويش، ولعلّ ما أثبتناه تلفيقاً من النسختين هو الصواب.
[4] م: «ولو لم».

اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 329
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست