responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 26

مسيئ لائمة ولا لمحسن مَحْمَدة، ولكان المحسن أولى باللائمة من المذنب، والمذنب أولى بالإحسان من المحسن ، تلك مقالة عبدة الأوثان، وخصماء الرحمن وقدرية هذه الأُمّة ومجوسها، يا شيخ إنّ اللّه عزّ وجلّ كلّف تخييراً، ونهى تحذيراً، وأعطى على القليل كثيراً، ولم يعص مغلوباً، ولم يطع مكرهاً، ولم يخلق السموات والأرض وما بينهما باطلاً (ذَلِكَ ظَنُّ الّذِينَ كَفَرُوا فَوَيلٌ لّلِذيَن َكَفُروا مِنَ النّار)[1]».

قال: فنهض الشيخ وهو يقول:

أنت الإمام الذي نرجو بطاعتــه * يوم النجاة من الرحمن غفرانا

أوضحت من ديننا ما كان ملتبساً * جزاك ربّك عنّا فيه إحسانا[2]

وفي كلام آخر له ينهى فيه البسطاء عن الخوض في القدر فقال ـ عليه السَّلام ـ : «طريق مظلم فلا تسلكوه، وبحر عميق فلا تلجوه، وسرّ اللّه فلا تتكلّفوه»[3].

إنّ خطب الإمام أو رسائله وقصار كلمه، مملوءة من الإلهيّات، والأجوبة على هذه المسائل وأشباهها، وقد عرفت كلام الشارح الحديدي أنّ المتكلّمين أخذوا أُصولهم عن خطبه.

استشهد الإمام بسيف الجور والظلم، وجاء دور السبط الأكبر، فقد قام بنفس الدور، وكان مرجعاً عالياً للمسائل والأحكام، نذكر نموذجاً ممّا أثر منه.


[1] سورة ص: 27.
[2] الصدوق: التوحيد: 380; الرضي: نهج البلاغة: قسم الحكم برقم 78، وقد حذف الرضي سؤال السائل ولخّص الجواب، ونقله غيره من المحدّثين على وجه التفصيل، ونقلناه عن تحف العقول للحرّاني: 166.
[3] الرضي: نهج البلاغة: قسم الحكم برقم 287.

اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 26
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست