responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 22

مخالفته في القدر قال ابن حجر في تهذيب التهذيب: إنّ محمد بن إسحاق اُتّـهم بالقدر، وقال الزبير عن الدراوردي: وجلد ابن إسحاق يعني في القدر[1].

إذا كانت العوامل الداخلية سبباً لإثارة المسائل السابقة، فقد أثار العامل الخارجي أي الاحتكاك والصراع الفكري بين المسلمين وأهل الكتاب مسائل أُخرى نشير إلى أهمّها:

6. مسألة التشبيه والتنزيه:

تلتقي اليهودية مع الإسلام في التوحيد والنبوة، لكنها تفارقها في أوصاف الربّ، فالتوراة يصف الإله بصورة بشر وله صورة ويقول: خلق اللّه آدم على صورته[2]، وإذا عمل يتعب فيحتاج إلى الاستراحة يقول: وفرغ اللّه في اليوم السادس في عمله الذي عمل فاستراح في اليوم السابع[3] وأنّه يمشي بين رياض الجنة وله نداء[4] إلى غير ذلك ممّا ورد في العهد القديم من التشبيه والتجسيم والتمثيل، وقد دسّت الأحبار كثيراً من البدع بين الأحاديث لاعتماد الرواة على أُناس نظراء: كعب الأحبار، ووهب بن منبه، وتميم الداري وغيرهم.

فأصبحت مسألة التشبيه وحديث الصفات الخبرية الواردة ذات أهميّة كبرى فرّقت المسلمين إلى طوائف واستفحل أمرها بوجود روايات التشبيه والتجسيم في الصحاح والمسانيد التي عكف على روايتها المحدّثون السُذّج، غير العارفين بدسائس اليهود ومكرهم. فحسبوها حقائق راهنة، والخلاف في تفسير الصفات الخبرية بعدُ باق إلى يومنا هذا.


[1] تهذيب التهذيب: 9/38 ـ 46.
[2] العهد القديم، سفر التكوين، الاصحاح الأوّل.
[3] العهد القديم، سفر التكوين، الاصحاح الأوّل.
[4] العهد القديم، سفر التكوين، الاصحاح الأوّل.

اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 22
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست