اختلف الناس هنا، فذهب الأوائل والمتأخّرون من المتكلّمين إلى أنّ علّة الحاجة إنّما هي الإمكان. وذهب قدماء المتكلّمين إلى أنّها الحدوث، وقال آخرون: العلّة مجموع الأمرين، إمّا بأن يكون الحدوث شطر العلّة وجزءاً منها، أو بأن يكون شرطاً لها [3].
الأوّل: أنّ الضرورة قاضية، بأنّ الشيء إذا كان يمكن أن يكون ويمكن أن لا يكون، وكلاهما متساويان بالنسبة إليه، فإنّه يستحيل أن يترجح أحد طرفيه على الآخر إلاّ بسبب مغاير لذاته، وإن لم يعقل سوى الإمكان. ولو جرّده العقل عنه
[1] ق: «و هو بثابت» بدل «ثبوتياً». [2] راجع في هذا البحث النجاة: 213ـ 214; الفصل الأوّل من المقالة السادسة من إلهيات الشفاء; نقد المحصل: 120 ـ 121. [3] إنَّ مذهب المنكرين لعلّية الإمكان مختلف. انظر الأسفار 1: 206. [4] وهو رأي الحكماء ، ولصدر المتألّهين رأي آخر. انظر الأسفار 3: 253.
اسم الکتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام المؤلف : العلامة الحلي الجزء : 1 صفحة : 153