responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مشكاة المصابيح المؤلف : المياموي البسطامي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 43

المصباح الثالث: فيما قاله البيضاوي

في ما قاله البيضاوي في تفسير هذه الآية، (الله نور السماوات والأرض)، الآية النور: في الأصل كيفية تدركها الباصرة أوّلاً وبواسطتها سائر المبصرات كالكيفية الفائضة من النيّرين على الأجرام الكثيفة المحاذية لهما، وهو بهذا المعنى لا يصح إطلاقه على الله تعالى إلاّ بتقدير مضاف، كقولك: زيد كرم بمعنى ذو كرم، أو على تجوّز، إمّا بمعنى منوّر السماوات والأرض وقد قرئ به فإنّه تعالى نوّرهما بالكواكب وما يفيض عنها من الأنوار، أو بالملائكة والأنبياء، أو مدبرهما من قولهم للرئيس الفائق في التدبير نور القوم لأنّهم يهتدون به في الأُمور، أو موجدهما فإنّ النور ظاهر بذاته مظهر لغيره، وأصل الظهور هو الوجود، كما أنّ أصل الخفاء هو العدم، والله سبحانه موجود بذاته موجد لماعداه، إلى أن قال: وقد ذكر في معنى التمثيل وجوه:

الأوّل: أنّه تمثيل للهدى الذي دلّ عليه الآيات المبينات في جلاء مدلولها وظهور ما تضمنته من الهدى بالمشكاة المنعوتة، أو تشبيه للهدى من حيث إنّه محفوف بظلمات أوهام الناس وخيالاتهم بالمصباح، وإنّما ولي الكاف المشكاة لاشتمالها عليه، وتشبيهه به أوفق من تشبيهه بالشمس، أو تمثيل لما نور الله به قلب المؤمن من المعارف والعلوم بنور المشكاة المنبث فيها من مصباحها، ويؤيده قراءة أُبيّ: مثل نور المؤمن، أو تمثيل ما منح الله

اسم الکتاب : مشكاة المصابيح المؤلف : المياموي البسطامي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 43
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست