أحمدك يا نور النّور، احتجبت دون خلقك، فلا يدرك نورك نور، يا نور النور، قد استنار بنورك أهل السماوات، واستضاء بنورك أهل الأرض، يا نور كلّ نور حامد[1] لنورك كل نور، صلّ على أنوارك المقدّسة، ولا سيّما النور القاهر الصادر الأوّل الباهر وآله السابقون[2] اللاحقون مادامت السماوات والأرضون.
وبعد فيقول المفتاق إلى رحمة المهيمن الصمد الغني العلاّم، محمد مؤمن بن أبي محمد المياموي من قرى بسطام: كثيراً ما كان يعجبني أن أشرح آية النور، على ما تيسّر لي من كلمات المفسّرين وأقوال الحكماء الإلهيين، وممّا خطر بخاطري القاصر، وفكري الفاتر[3] في مفرداتها مع ضيق باعي، وقصر ذراعي، وتشتت أحوالي، وتفاقم أحزاني، خصوصاً في ذلك الزمان، رفعها الله عنّي وعن جميع الأخوان، بحق صاحب الزمان عليه صلوات الله
[1] هذه الخطبة مقتبسةٌ من الأدعية النبويّة ويجوز أن يقرأ خامد ـ بالخاء المعجمة ـ كما في نسخة: «خامد بنورك» فيكون الباء بدلاً من اللاّم(منه). [2] أي هم السابقون ووجه القطع التأكيد.(منه) [3]فتر: ضعُفَ. المنجد مادة «فتر»; ونهاية ابن الأثير، ج3، ص 408، باب الفاء مع التاء، طبع المكتبة العلمية، بيروت.