responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حوارات عقائدية معاصرة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 90

حتّى وإن كان احتراماً وتعظيماً، وأمّا تقبيل الأحجار فقد علمت أنّه ليس إلاّ من باب الشوق إلى الحبيب وتكريمه وتعزيره، وهي حالة فطرية يتمسّك بها بنو البشر، إذ عندما يريدون أن يبرزوا حبهم لأحد من الناس، فليس بالضرورة أن يكرموه بعينه مباشرة، بل يكتفون بتكريم ما يحيط به وينتسب إليه كالدار والجدران كما قال قيس صاحب ليلى العامرية:

أمـر على الــديار ديـار ليلـى *** أقبــل ذا الجـدار وذا الجـدارا

ومـا حـب الديار شغفن قلبي *** ولكـن حبّ مـن سكن الديارا

ثمّ إنّ ابن القيّم نقل في كلامه عن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: «لعن اللّه زوّارات القبور، والمتّخذين عليها المساجد والسُّـرج».

فلو صحّ الحديث فهو منسوخ بحديث الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم):«قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها» حسب ما نقله الحاكم في مستدركه.[1] وكذلك أكّد هذا الرأي الترمذي في سننه حيث قال بعد نقل الحديث : قد رأى بعض أهل العلم أنّ هذا كان قبل أن يرخّص النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)في زيارة القبور، فلمّا رخّص دخل في رخصته الرجال والنساء.[2]


[1] مستدرك الحاكم:1/374.

[2] سنن الترمذي:2/259، باب ما جاء في كراهية زيارة القبور للنساء.
اسم الکتاب : حوارات عقائدية معاصرة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 90
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست