responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حوارات عقائدية معاصرة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 74

وبذلك يظهر ما تهدف إليه الآية الثانية الّتي استشهد بها ابن تيمية على حرمة مطلق الدعاء، قال سبحانه:(قُلِ ادْعُوا الَّذينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللّهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّة فِي السَّماواتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِما مِنْ شِرْك وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِير*)(وَلاَ تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلاّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ).[1]

فالآية تندد بعمل المشركين الذين يعتقدون في أصنامهم قدرة غيبية يقضون بها حوائج عبّادهم دون أن يستمدوا من اللّه سبحانه بشيء، وبذلك رد عليهم بقوله: (لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّة فِي السَّماواتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ)كما كانوا يعتقدون أنّهم يملكون مقام الشفاعة وأنّها فوضت إليهم فرد اللّه سبحانه عليهم بقوله:(وَلاَ تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ)، وأين هذا من دعاء الموحّدين الذين يعتقدون بأنّ عباد اللّه لا يملكون شيئاً في قضاء حوائجهم وإنجاز طلباتهم، وأنّه سبحانه هو قاضي الحاجات ومنجز الدعوات لا غير.

قال ابن كثير: بيّن اللّه تبارك وتعالى أنّ الإله الواحد الأحد الفرد الصمد هو المستقل بالأمر وحده من غير مشارك ولا منازع ولا معارض، فقال: (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللّهِ)، أي من الآلهة الّتي عبدت من دونه (لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّة فِي السَّماواتِ وَلاَ )


[1] سبأ:22ـ 23.
اسم الکتاب : حوارات عقائدية معاصرة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 74
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست