نشيد السائرين على درب الثقلين
حيدر محمد علي البغدادي
بهُدى الكتابِ، وصفوةِ الرحمنِ *** ضاءتْ طريقُ مواكبِ الإيمانِ ومَشتْ، فلم تَرهَبْ دياجيَ فتنة *** أنّى؟ ورائدُ دَرْبها الثَّقَلانِ وَعَنتْ لأنوار الأدلّةِ والحِجى *** فَتَرنَّمتْ بالحقّ والعرفانِ ومَضتْ، فلم تَحفِلْ بقول مُشكِّك *** مُتحيِّر في وَهْدةِ الخذلانِ كلاّ، ولم تأبَهْ لِلَسْعةِ شانئ *** يغلي بصدرِهِ مِرجَلُ الأضغانِ هل يؤلم الضِّرغامَ عضُّ هُريرة *** ويضرُّ وخزٌ صخرةَ الصَّوّانِ
***
أبلغْ دُعاةَ السوءِ أنّ شبابَنا *** في مَعْقل مُتمنِّع الأركانِ أتَرَونهم يُستنزَلون من العُلى *** وهُمُ يَرَونَكُمُ بِقاعِ هَوانِ؟ هيهاتَ، قد نالوا السعادة والمُنى *** واستأنسوا بالرَّوْحِ والرّيحان وتفيّأوا ظلَّ الكرامة وارفاً *** من دوحة ملتفَّةِ الأغصانِ هذا سبيل شبابنا يا واهماً *** إنْ كنتَ تَطعَمُ لذّةَ الإيمانِ واعلمْ بأن الشمسَ ينفذُ ضوؤها *** حتى وإنْ مُلئَ الفضا بدُخان