responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاجوبة الهادية إلى سواء السبيل المؤلف : الحسيني، عبدالله    الجزء : 1  صفحة : 215

ينازعهم ذلك إلاّ ظالم . وأنتم يا معشر الأنصار مَنْ لا يُنكَر فضلهم في الدِّين ولا سابقتهم في الإسلام ، رضيكم الله أنصاراً لدينه ورسوله ، وجعل إليكم هجرته وفيكم جُلّة أزواجه وأصحابه ، فليس بعد المهاجرين الأوّلين عندنا بمنزلتكم ، فنحن الأُمراء وأنتم الوزراء ، لا تفتاتون بمشورة ولا نقضي دونكم الأُمور .

ثمّ جاء في كلامه ما أثار النعرة العصبيّة في قبيلتي الأوس والخزرج، وعندما انتهى أبو بكر من كلامه قام حبّاب بن المنذر الصحابي البدري من جهة الأنصار وقال : يا معشر الأنصار املكوا عليكم أمركم فإنّ الناس في فيئكم وفي ظِلّكم ، ولن يجترئ مجترئ على خلافكم ولن يصدر الناس إلاّ عن رأيكم ، أنتم أهل العزّ والثروة وأُولي العدد والمنعة والتجربة، ذوو البأس والنجدة ، وإنّما ينظر الناس إلى ما تصنعون ولا تختلفوا فيفسد عليكم رأيكم وينتقض عليكم أمركم ، فإن أبى هؤلاء إلاّ ما سمعتم فمنّا أميرٌ ومنكم أمير.

فقال عمر : هيهات لا يجتمع اثنان في قرن والله لا ترضى العرب أن يؤمّروكم ونبيّها من غيركم ولكن العرب لا تمتنع أن تولّي أمرها من كانت النبوّة فيهم ووليّ أُمورهم منهم ، ولنا بذلك على من أبى من العرب الحجّة الظاهرة ، والسلطان المتين ، من ذا ينازعنا سلطان محمّد وإمارته ، ونحن أولياؤه وعشيرته إلاّ مدل بباطل أو متجانف لإثم أو متورّط في هلكة .

فقام حبّاب بن المنذر ـ مرة ثانية ـ فقال : يا معشر الأنصار أملكوا على أيديكم ولا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه فيذهبوا بنصيبكم من هذا الأمر فإن أبَوا عليكم ما سألتموه فاجلوهم عن هذه البلاد وتولّوا عليهم هذه الأُمور ،

اسم الکتاب : الاجوبة الهادية إلى سواء السبيل المؤلف : الحسيني، عبدالله    الجزء : 1  صفحة : 215
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست