اسم الکتاب : الاجوبة الهادية إلى سواء السبيل المؤلف : الحسيني، عبدالله الجزء : 1 صفحة : 213
لأنّ «الأوس» كانوا يعتقدون أنّه إذا استلمت «الخزرج» الخلافة فلن يكون لهم حظّ منها، وأنّ الفضل والشرف سيكون من نصيب «الخزرج» ، ولذلك قام زعيم الأوس وبايع أبا بكر ، كما بايع شخص واحد من الخزرج يُدعى بشير بن سعيد وهو ابن عمّ لسعد بن عبادة وكان بينهما عداوة ، فبايع أبا بكر نكايةً بابن عمّه.[1]
فإذا كان الحال هكذا ، فكيف يمكن القول : إنّ جميع الأنصار قد بايعوا ؟!
والملاحظ أنّ جامع الأسئلة من الانترنت يصور للقارئ أنّ الجوّ الذي كان يسود السقيفة كان هادئاً وديمقراطياً ـ كما يقال الآن ـ ، وأنّ الحاضرين في ذلك المجلس شاركوا فيه بلا قهر وقسر لانتخاب أبي بكر للخلافة! .
والحقيقة أنّ صاحب هذا الكلام لم يقرأ صفحة واحدة من تاريخ سقيفة بني ساعدة وأحداثها .
كتب غير واحد من المؤرخين أنّه عندما كان المهاجرون مشتغلين بتغسيل رسول الله وتكفينه ، كان الأنصار قد اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة ، على انتخاب خليفة في وقت يغيب فيه المهاجرون ، وبينما هم كذلك ، وإذا بشخصين من المعارضين لسعد بن عبادة (الذي كان مرشّح الأنصار للخلافة) وهما «معن بن عدي» و«عويم بن ساعدة» توجّها إلى أبي بكر وقالا له : إنّ نطفة الفتنة تنعقد الآن ، وأنّ الأنصار قد اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة
[1] تاريخ الطبري : 2 / 458 ،طبعة الأعلمي ـ بيروت .
اسم الکتاب : الاجوبة الهادية إلى سواء السبيل المؤلف : الحسيني، عبدالله الجزء : 1 صفحة : 213