responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 87

بخمسة دراهم، فقال له الرجل: أرشدني، فقال له عثمان: دونك الفتية الذين ترى، وأومأ بيده إلى ناحية من المسجد فيها الحسن والحسين وعبد اللّه بن جعفر، فمضى الرجل نحوهم حتى سلّم عليهم وسألهم، فقال له الحسن ـ عليه السَّلام ـ :«يا هذا انّ المسألة لا تحل إلاّفي إحدى ثلاث: دم مفجع، أو دين مقرع، أو فقر مدقع، ففي أيّها تسأل؟» فقال الرجل في وجه من هذه الثلاثة، فأمر له الحسن ـ عليه السَّلام ـ بخمسين ديناراً، وأمر له الحسين بتسعة وأربعين ديناراً ، وأمر له عبد اللّه بن جعفر بثمانية وأربعين ديناراً، فانصرف الرجل، فمرّ بعثمان فقال له: ماصنعت؟ فقال: سألتك، فأمرت بما أمرت ولم تسألني فيما أسأل، وانّ صاحب الوفرة ـ الحسن ـ لمّا سألته سألني فيما أسأل، فأعطاني كذا والثاني والثالث كذا وكذا، فقال عثمان: و من لك بمثل هؤلاء الفتية، أُولئك فطموا العلم فطماً وحازوا الخير والحكمة.[1]

السخاء النادر

بذل الإمام الحسن قصارى جهده في الأعمال الخيرية والتي ترضي اللّه تعالى، وقد أنفق أموالاً طائلة في سبيل اللّه، وقد سجّل المؤرّخون والعلماء في حياته المفعمة بالفخر والاعتزاز سخاءه الفريد وعطاءه العظيم وهو ما لم يلحظ في سيرة أيّ من العظماء، ويدلّ ذلك أيضاً على عظمة نفسه وعلى عدم مبالاته بمظاهر الدنيا المخادعة، فقد كتبوا انّه خرج من ماله للّه مرتين، وقاسم اللّه ماله ثلاث مرات حتى كان يعطي نعلاً ويمسك نعلاً.[2]


[1]البحار:43/333.
[2]تاريخ الخلفاء:190; تاريخ اليعقوبي:2/215; تذكرة الخواص:196; إسعاف الراغبين (في هامش نورالأبصار) ص 179.

اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 87
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست