اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي الجزء : 1 صفحة : 610
أموالاً من شيعة بلادهم ليدفعونها إلى الإمام، ولمّا سألوا عن خلف الإمام العسكري عرّف البعض جعفراً الكذاب لهم، فراحوا يسألونه عن الأموال وعلاماتها ـ كالعادة ـ حتى يتضح انّه يحمل علم الإمامة ومعرفتها أو لا؟ وعندما عجز جعفر عن الإجابة امتنعوا عن دفع الأموال وهمّوا بالرجوع إلى وطنهم، وخرجوا من سامراء و في خارجها لحق بهم رسول الإمام القائم السري ودلاّهم عليه.
وبعد تشرّفهم بلقاء الإمام وإخباره إيّاهم بعلامات الأموال التي بحوزتهم دفعوها إليه، ثمّ قال ـ عليه السَّلام ـ :«لا تحملوا إلى سامراء شيئاً بعد هذا، فإنّي سأجعل أحدهم في بغداد فادفعوا الأموال إليه والتوقيع يخرج منه».
ومنذ [1]ذلك الحين نصب الإمام عثمان بن سعيد سفيراً ووكيلاً عنه، فبدأ مهمته في بغداد.
د: الإجابة على الأسئلة الفقهية وحل المشاكل العقائدية
إنّ نشاط السفراء الأربعة لا ينحصر فيما ذكرناه، بل انّ نطاق فعاليتهم يشمل الإجابات على أنواع الأسئلة الفقهية والشرعية ومعالجة الشبهات العقائدية ومواجهة الإشكاليات التي كان يثيرها المخالفون ويسعون من وراء ذلك لتضعيف وتشتيت عقائد الشيعة وأفكارهم، وقد كان النواب والسفراء يقومون بواجباتهم هذه من خلال الإفادة من تعاليم الإمام ومعرفته الراقية جداً على أحسن وجه.[2]إلقاء نظرة عابرة على جدول أعمال السفراء الأربعة يبيّن الجوانب الواسعة لجهودهم الناجحة في هذا المجال، فقد كانوا من جهة يستأصلون