responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 460

الثامن في الإطار العلمي فقط وينحيه عن القضايا السياسية بالتدريج، وليقول للآخرين: إنّ الإمام شخصية علمية وملاذ الأُمة الإسلامية في القضايا العلمية فقط، ولا صلة له بالأُمور السياسية، وبهذا يصبح شعار فصل الدين عن السياسة عملياً.

3.والدافع الآخر الذي يخطر بالبال هو انّ السياسيين المحتالين والمحترفين لطالما يوجدون ما يشغل الشعوب ويلهيهم في فترات مختلفة حتى يبعدون الناس والرأي العام عن قضايا المجتمع الرئيسية ومواطن الضعف في حكمهم من خلال ذلك، فقد كان المأمون يرغب في أن يكون عقد المناظرة بين الإمام الرضا وعلماء عصره الكبار حديث الأوساط العلمية، ويتناقله شيعة أهل البيت في أحاديثهم اليومية ويتحدّثون عن انتصارات إمامهم في هذه البحوث لكي يمارس أعماله السياسية بهدوء وراحة بال، ويكون ذلك غطاءً لنقاط الضعف في حكومته.

4. والدافع الرابع الذي يظهر هنا هو انّ المأمون الذي لم يكن عديم الفضل والمعرفة قد رغب في أن يقدم نفسه للمجتمع الإسلامي بصفة الحاكم العالم، وان يصدق الجميع حبه للعلم والمعرفة سواء في البيئة الإيرانية أو الإسلامية عموماً، ويكون هذا امتيازاً لحكمه، فيلفت توجه الناس نحوه من خلال ذلك.

ومن حيث إنّ هذه الندوات والمناظرات كان لها دوافع سياسية، والقضايا السياسية لا تكون أُحادية السبب عادة فلا مانع من أن نقول: إنّ جميع تلك الدوافع الأربعة كانت تقف وراء عمل المأمون في عقده لهذه الندوات.

وعلى أيّة حال كانت تعقد مناظرات وندوات بحث واسعة وبتلك الدوافع من قبل المأمون ولكن كان ـ كما سنرى ـ يخرج منها خائباً وفاشلاً دائماً و فضلاً عن بلوغ أهدافه نراه يحصل على نتائج عكسية.

اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 460
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست