responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 387

وعلى الرغم من أنّ هذا التهديد قد جوبه ببرودة وهدوء من قبل الإمام غير انّه قد أوجد رعباً شديداً بين أهل البيت وشيعتهم والموالين للإمام، ولكن وقبل أن ينفذ وعيده وهدفه الوضيع انطوت صفحة عمره، وأحدث نبأ وفاته موجة من البهجة والفرج في المدينة.

ج. هارون الرشيد

حاول الحكام الأمويون والعباسيون الذين حكموا المجتمع الإسلامي لعدة قرون أن يكون لهم نفوذ روحي في القلوب، وأن يجلبوا ثقة واحترام الناس لهم، كي يرضوا بحكمهم روحاً وقلباً، ويروا في طاعتهم لهم واجباً دينياً، كلّ ذلك من أجل توطيد سلطانهم، وتثبيت قواعد حكمهم حتى يسيطروا على الناس أكثر، غير انّ الاعتقاد القلبي والروحي ليس بالأمر الذي يحدث أو يعدم بالقوة والإجبار، لذلك راح كلّ منهم يتوسّل بوسائل الخداع لاستغفال عامة الناس وحياكة الدسائس لاكتساب تعاطفهم والنفوذ فيهم روحياً.

وطبعاً كان للعباسيّين الورقة الرابحة ـ ظاهراً ـ دون الأمويين، و تلك هي صلة القرابة التي تربطهم بنبي الإسلام ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ، فقد كانوا يستغلون وهم من أحفاد عم النبي العباس بن عبد المطلب صلتهم هذه إعلامياً، ويقدّمون أنفسهم على أنّهم هم ورثة الخلافة.[1]

ومع ذلك كان سيفهم الإعلامي هذا مسلولاً على أئمة الشيعة الكبار،


[1]ومع أنّ بني أُمية لم يكونوا يتمتعون بهذه الذريعة لتقلّد الخلافة، ولكنّهم حاولوا وبطرق أُخرى أن يكتسبوا عطف الناس نحوهم فانّ مبادرات معاوية المحتالة في وضع الحديث لصالحه وشراء ذمم الرواة الكذّابين والوضّاعين تمثل محاولات الحكم الأموي الماكرة في ذلك.

اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 387
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست