responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 367

الأئمةـ عليهم السَّلام ـ ازاء ثورات العلويين ينطبق إلى حد كبير على ثورة محمد النفس الزكية أيضاً، لأنّ ثورته هذه لم تخرج عن الطبيعة العامة لمجموع ثورات العلويين، ومن الطبيعي أن يكون موقف الصادق هو نفس ذلك الموقف الذي كان يتخذه الأئمّة ازاء تلك الثورات. وفيما يتعلّق بثورة النفس الزكية يجب إضافة انّ الإمام الصادق ـ عليه السَّلام ـ لم يوافق على تحركه ذلك انّ محمداً كان يستغل المهدوية ـ (اي انتظار ظهور الإمام المهدي الموعود من بيت النبوة وسمّي رسول اللّه...) لصالح ثورته على نطاق واسع، وكان أبوه وأصحابه ينطلقون من هذه النقطة في نشر دعوتهم، وهكذا أصبح هذا الاعتقاد عقيدة عامة في المجتمع.[1]

ولم يكن هذا الأمر بالشيء الذي يتغاضى عنه الإمام الصادق ـ عليه السَّلام ـ ، ففي الأيام الأخيرة من الحكم الأموي في اجتماع حضره مجموعة من العباسيين والعلويين ـ كعبد اللّه المحض وابنيه محمد وإبراهيم وأبي جعفر المنصور وصالح بن علي ومحمد بن عبد اللّه حفيد عثمان ـ في الأبواء انْتخب محمد النفس الزكية كقائد للثورة وبايعه الحاضرون ،فدعا أبوه عبد اللّه المحض الذي كان شخصية سياسية بارزة ونافذة ومن أسياد الحسنيين الإمام الصادق للمشاركة في هذا الاجتماع، ولمّا حضره أخبره عبد اللّه بما آل إليه الاجتماع فقال الصادقـ عليه السَّلام ـ : ما معناه: لا تفعلوا فليس اليوم زمان هذا الأمر فإن رأيت انّ ابنك


[1]مقاتل الطالبيين ص 140 و142و157و158 و 160ـ 165; الفخري ص 165ـ 166، وللحد من شعبية محمد النفس الزكية التي كانت تنشأ من ادّعائه للمهدوية أطلق المنصور اسم محمد على ابنه ولقّبه بالمهدي وادّعى انّ المهدي الموعود هو ابنه لا النفس الزكية (مقاتل الطالبيين ص 162): وتحقيقاً لهذاً الهدف وضع أحد المتقرّبين من العباسيين حديثاً يقول: قال رسول اللّه المهدي من ولد العباس عمي.(تاريخ الخلفاء ص 272).

اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 367
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست