responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 349

المدينة تحت الحظر الاقتصادي

قلّد المنصور رياح بن عثمان أمارة المدينة، وهو رجل قاسي القلب لا يعرف الرحمة، وذلك بعد انتفاضة محمد بن عبد اللّه بن الحسن المشهور بالنفس الزكية[1](حفيد الإمام الحسن المجتبى) فلمّا قدم رياح المدينة قام على المنبر فخطب خطبة يقول فيها: «يا أهل المدينة أنا الأفعى بن الأفعى ابن عثمان بن حيان وابن عم مسلم بن عقبة [2]، المبيد خضراكم، المفني رجالكم، واللّه لأدعها بلقعاً لا ينبح فيها كلب.

وفي هذه الأثناء وثب عليه قوم معترضين عليه: واللّه ابن المجلود حدين لتكفّنّ أولنكفّنّك عن أنفسنا.

فكتب إلى المنصور يخبره بسوء طاعة أهل المدينة، فكتب المنصور رسالة شديدة اللهجة إلى أهل المدينة هددهم ضمنها بأنّه إذا ما استمروا بتمردهم فسيقطع عليهم البر والبحر ويحاصرهم اقتصادياً، ويبعث عليهم رجالاً غلاظ الأكباد، بعاد الأرحام.

فدعا رياح الناس للاجتماع في المسجد، وصعد المنبر وقرأ كتاب المنصور، فلمّا بلغ «يذكر غشّكم» ـ و هو في بدايته ـ صاحوا من كل جانب: كذبت يا ابن المجلود حدّين ورموه بالحصى، وبادر المقصورة فأغلقها....

بعد هذه الأ[3]حداث نفذ المنصور تهديده وقطع عن أهل المدينة البر والبحر، وفرض عليهم حصاراً اقتصادياً استمر إلى حكم ابنه المهدي العباسي.[4]


[1]سيأتي مفصلاً البحث عن ثورة النفس الزكية.
[2] وقد قلنا في سيرة الإمام الرابع مفصّلاً انّ مسلم بن عقبة كان أحد قادة يزيد بن معاوية الذي استباح المدينة ثلاثة أيام قتلاً ونهباً وسلباً وسبياً ولجرائمه سمّي بمسرف بن عقبة.
[3]تاريخ اليعقوبي:3/114ـ 115.
[4] الكامل في التاريخ:5/551.

اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 349
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست