responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 323

بالرأي وحسبما يراه المفسر من الأعمال التي يمكن من خلالها تغيير الأحكام الإلهية عند الناس بسهولة وتجعلهم يعتقدون بما يراه المفسر الذي كثيراً ما كان ينفذ رغبات الحاكم وطلباته.

وهكذا كان فقد انقسم كل من الفقه والحديث والتفسير ومنذ بدايات التاريخ الإسلامي إلى اتجاهين: اتجاه يخدم أجهزة الحكم الغاصبة ويضحي بكثيرمن الحقائق لأجل مصالح تلك الأجهزة ويحرّف أحكام اللّه للحصول على متاع الدنيا ،والاتجاه الآخر هو ذلك الاتجاه الأصيل والأمين الذي لا يقدّم أية مصلحة على مصلحة نشر أحكام الشريعة وتبيينها، وكان طبعاً يواجه الجهاز الحاكم ومرتزقته من الفقهاء في كلّ خطوة يخطوها، ولأجل ذلك كان يمارس هذا الاتجاه نشاطه بشكل سري في أغلب الأحيان.

الطابع النقدي لمدرسة الإمام الصادق ـ عليه السَّلام ـ

وممّا تقدّم يمكن أن نعرف جيداً بأنّ الفقه الجعفري لم يكن يمثل وجهة نظر دينية مختلفة عن بقية آراء الفقهاء الفقهية في عصر الإمام الصادق ـ عليه السَّلام ـ فحسب، بل كان يحمل في طياته مفهومين نقديين في الوقت ذاته.

أوّلهما، وأهمهما : هو إثبات عدم تمتع جهاز الحكم بالوعي الديني اللازم وعجزه عن سد الفراغ الآيديولوجي الذي يعانيه الناس، ويعني في الواقع إثبات عدم جدارته في تولّي منصب الخلافة.

وثانيهما: هو تحديد موارد التحريف الديني في الفقه الحكومي الذي انبعث من استنتاجات غير إسلامية ومصالح ارتآها الفقهاء في بيان الأحكام الفقهية ممّا ينصب في صالح سياسات السلطات الحاكمة، ثمّ راح الإمام الصادق ومن خلال تفعيل البحوث العلمية وتبيين الفقه والمعارف الإسلامية وتفسير القرآن بطريقة

اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 323
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست