responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 259

بثّنا وما نرى فيك، ونحتسب عند اللّه مصيبتنا بك.

فانظر كيف شكرك لمن غذّاك صغيراً وكبيراً؟! وكيف إعظامك لمن جعلك بدينه في الناس جميلاً؟! وكيف صيانتك لكسوة من جعلك بكسوته في الناس ستيراً؟! وكيف قربك أو بعدك ممّن أمرك أن تكون منه قريباً ذليلاً؟!

ما لك لا تنتبه من نعستك وتستقيل من عثرتك فتقول: واللّه ما قمت للّه مقاماً واحداً أحييت به له ديناً أو أمتّ له فيه باطلاً فهذا شكرك من استحملك! ما أخوفني أن تكون كمن قال اللّه تعالى في كتابه: (أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً). [1]

ما استحملك كتابه واستودعك علمه فأضعتها، فنحمد اللّه الذي عافانا ممّا ابتلاك والسلام».[2]

درس التحرّر

يجب أن لا يعتقد بأنّ الحكام الأمويين لم يفكّروا بنصب المصائد للإمام السجاد مثلما نصبوها للزهري وأمثاله، فقد كان ـ عليه السَّلام ـ لا يعبأ بما يقومون به من إغراءات ووعود وتهديد وكلّما حاولوا أن يستميلوه إليهم كان يخيب أملهم، ونعرض هنا نموذجين يشهدان على ذلك:

أ. كان عبد الملك بن مروان يطوف بالبيت وعلي بن الحسين يطوف بين يديه لا يلتفت إليه ولم يكن عبد الملك يعرفه بوجهه، فقال: من هذا الذي يطوف بين أيدينا ولا يلتفت إلينا؟ فقيل: هذا علي بن الحسين، فجلس مكانه وقال: ردّوه إليّ، فقال له:يا علي إنّي لست قاتل أبيك فما يمنعك من المصير إليّ؟


[1]مريم:59.
[2]تحف العقول عن آل الرسول، ص 274ـ 277، تصحيح وتعليق علي أكبر الغفاري; الإمام زين العابدين، عبد الرزاق الموسوي المقرم، ص 154ـ 159.

اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 259
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست