responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 230

استشهاد الإمام الحسين) فشل هذه الثورة، وكان يرى أنّه لو شارك فيها لكان يقتل ليس هو وحده فقط بل جميع أصحابه وبقية الطاقات الشيعية دون جدوى.

ب. ونظراً إلى ماضي ابن الزبير ونفوذه في صفوف المنتفضين، فإنّ هذه الثورة ما كانت لأن تكون ثورة شيعية محضة، ولم يشأ الإمام أن يجعل شخصاً مثل عبد اللّه بن الزبير الطالب للسلطة جسراً للانتصار.

ج. انّ الثوريين ـ و كما تقدم ـ كانوا قد انتخبوا عبد اللّه بن حنظلة قائداً لهم ولم يستشيروا الإمام في ذلك على الإطلاق، ومع أنّ قادة الثورة كانوا أشخاصاً صالحين وكانت اعتراضاتهم على حكم يزيد حقة وصحيحة تماماً، لكنّه كان واضحاً انّ هذه الانتفاضة ليست انتفاضة شيعية خالصة، ولا يعلم إذا نجحت انّها ستنتهي لصالح الشيعة. وكأنّ الإمام قد أخذ هذه الأُمور بعين الاعتبار حينما لم يشارك في تلك الثورة منذ انطلاقتها وكان يزيد يعلم ذلك، ومن ناحية أُخرى انّ مأساة كربلاء وأثرها في الرأي العام جعلته يدفع ثمناً باهظاً، فأوصى مسلم بن عقبة بأن لا يتعرّض لعلي بن الحسين.

مجير المستجيرين

عندما طردوا بني أُميّة من المدينة رجا مروان الإمام بأن يضع أهله مع حرمه، فتقبّل الإمام ذلك بكرمه، لذلك تحوّلت دار الإمام السجاد أبّان إباحة المدينة بالقتل والنهب إلى ملجأ ممتاز ضم أربعمائة امرأة طيلة فترة الواقعة، وكان الإمام احتفى بهم بحفاوة خاصة.

طلب مسلم بن عقبة الإمام بعد نهاية المجزرة وحينما حضر الإمام لديه أجلسه بقربه وأحسن إليه وأكرمه، ثمّ وافق على عودته إلى البيت.[1]


[1]كشف الغمة:2/319; أعيان الشيعة:1/630و 633.

اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 230
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست