responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 223

انحرافات الوليد

وعلى الرغم من وجود جوانب مشرقة في حياة الوليد وحكمه نجد هناك جوانب مظلمة جداً وانحرافات سافرة ينبغي أن لا نغفل عنها.

ووفقاً لما قاله المؤرّخون، فإنّ الوليد كان جباراً ظالماً، وقد ربّاه والداه على الخلاعة واللا مبالاة، ولذا كان يفتقد المؤهلات الإنسانية وأدبها[1]وكان لحاناً لا يجيد النحو، وبقي يجهله حتى اللحظة الأخيرة من حياته، وكثيراً ما كان يلحن في حواره مع الآخرين، فقد لحن مرة وهو في مجلس أبيه في حوار له مع أحد العرب، فعاتبه أبوه على ذلك، وقال له: لا يلي العرب إلاّمن يحسن كلامهم، فدخل الوليد بيتاً ومعه جماعة من علماء النحو وأقام مدة ستة أشهر يشتغل فيه، فخرج أجهل ممّا كان يوم دخوله.[2]

ولعل أحد أسباب اهتمامه بالعلوم ونشرها هو حرمانه منها، فأراد بذلك التغطية على نقطة الضعف التي تكمن فيه.

القادة الجائرون

سلّط الوليد من الولاة من كلّ مجرم سفّاك أُمراءً وحكّاماً على رقاب المسلمين يتحكّمون بمصيرهم، ويضيّقون الخناق عليهم، وكان الحجاج بن يوسف ممن أبقاهم الوليد على عملهم بعد موت أبيه عبد الملك.

وكانت الشام تخضع لسيطرة الوليد نفسه، والعراق تحت سلطة الحجاج، والحجاز لعثمان بن حيان، ومصر لقرة بن شريك، وكان كلّ منهم ناراً على علم في


[1]تاريخ الخلفاء، السيوطي، ص 223.
[2]الكامل في التاريخ:5/11; الفخري، ص 127.

اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 223
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست