responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 215

وصرح المؤرخ الشهير المسعودي: قام أبو محمد علي بن الحسين بالأمر مستخفياً على تقية شديدة في زمان صعب.[1]

وقال الإمام الصادقـ عليه السَّلام ـ راسماً لهذه الأوضاع المريرة والمأساوية :«ارتد الناس بعد الحسين إلاّ ثلاثة: أبو خالد الكابلي، ويحيى بن أُم الطويل، و جبير بن مطعم».[2]

ثمّ إنّ الناس لحقوا وكثروا وجاء يحيى بن أُمّ الطويل مسجد النبي في المدينة فنادى بالناس و قال: كفرنا بكم وبدا بيننا و بينكم العداوة والبغضاء أبداً.[3]

ومن الواضح انّ اتخاذ هذا النوع من المواقف الصريحة الواضحة في تلك الظروف لا يبدر إلاّمن القلة القليلة من الشخصيات المضحية المتفانية مثل يحيى بن أُم الطويل الذي أعدّ نفسه لتحمل كلّ نتائجها الخطيرة، ولذلك قطع الحجاج يديه ورجليه بذنب حبه وتشيّعه لأمير المؤمنين. [4]

وقال الفضل بن شاذان ـ أحد أبرز العلماء والمحدّثين الشيعة في أواسط


[1]إثبات الوصية، ص 167.
[2]وعلى رأي الباحث الكبير الشيخ محمد تقي التستري فانّ الصحيح هو حكيم بن جبير بن مطعم بدل جبير بن مطعم; قاموس الرجال:9/399، ومحمد بن جبير كما في حديث ابن شاذان الذي سيأتي قريباً.
[3]الاختصاص، المفيد، ص 64; البحار:46/144; اختيار معرفة الرجال، ص 123، وقد نقل في هذا الكتاب رواية أُخرى أُضيف فيها اسم جابر بن عبد اللّه الأنصاري أيضاً إلى الثلاثة المذكورين آنفاً. هذا والقسم الأخير من كلام يحيى بن أُمّ الطويل هو من كلام إبراهيم ـ عليه السَّلام ـ وشيعته يخاطبون به الوثنيين في عصرهم كما ينقل القرآن الكريم: (كَفَرنا بِكُمْ بدا بيينا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا باللّه وحده) (الممتحنة:4). وكان يحيى لا يقول هذا الكلام في الحجاز فقط، بل كان يلقيه في العراق ـ الكوفةـ أيضاً فكان يتبرّأ من المروانييّن واللاعنين علياً صراحة، ويوصي الشيعة بالابتعاد عن أعداء علي. أُصول الكافي:2/379.
[4]اختيار معرفة الرجال، ص 123.

اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 215
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست