responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 165

يتضح دور أسرى كربلاء الأحرار التاريخي في توعية الرأي العام وإيصال رسالة الثورة الحسينية العظيمة ـ بشكل جيد ـ يجب هنا أن نعود إلى الوراء قليلاً ونلقي نظرة على تاريخ حكم معاوية في الشام.

فترة حكم معاوية في الشام

وممّا ينبغي الالتفات إليه هو انّه ومنذ ان استولى المسلمون على الشام لم تر من القادة غير خالد بن الوليد ومعاوية بن أبي سفيان، ولم يدرك أهاليها صحبة الرسول ولا عرفوا نهج أصحابه، بل ولم يعرفوا ـ على الأقل ـ الإسلام على النحو الذي كان معروفاً بين أهل المدينة.

صحيح انّ هناك مائة وثلاثة عشر صحابياً شاركوا في فتح الشام أو سكنوا فيها بالتدريج، غير انّ مراجعة سيرة هؤلاء الصحابة تكشف عن أنّهم لم يدركوا ـ ماعدا القليل منهم ـ صحبة رسول اللّه إلاّ فترة وجيزة ولم يرووا عنه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ إلاّ بضعة أحاديث، ومضافاً إلى ذلك انّه قدمات أغلب هؤلاء خلال فترة خلافة عمر وعثمان وإلى بداية حكم معاوية ولم يتبقى منهم عندما ثار الحسين واستشهد ـ عليه السَّلام ـ سوى أحد عشر صحابياً، وكانوا يعيشون في الشام وقد بلغ الواحد منهم السبعين والثمانين من العمر وفضّلوا حياة العزلة عن الناس على الاحتكاك بهم، ولم يكن لهم نفوذ في الرأي العام، وبالتالي كان الجيل الشاب ـ من هم في عمر يزيد ـ يجهل الإسلام الحقيقي، ولعلّهم كانوا يتصوّرون الإسلام نظاماً حكومياً مثل حكومة أُولئك الذين حكموهم قبل هؤلاء .

وكانت فخفخة بلاط معاوية وفخامته وبذخه وعبثه بأموال بيت المال واهتمامه بسيرة الطغاة المعهودة، مثل تشييد القصور الفخمة وتشكيل حرس التشريفات الخاص وبالتالي نفي وتصفية المعارضين أمراً طبيعياً لهم، لأنّهم كانوا

اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 165
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست