responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 113

وكان قد عاد إليها بعد ان غادرها إبّان قتل عثمان، وذهب معاوية إلى الشام مستقراً في دمشق يدير دولته من هناك.

وقد جعل أهل العراق يذكرون حياتهم أيّام علي فيحزنون عليها ويندمون على ما كان من تفريطهم في جنب خليفتهم ويندمون على ما كان من الصلح بينهم وبين أهل الشام، وجعلوا كلما لقي بعضهم بعضاً تلاوموا فيما كان وأجالوا الرأي فيما يمكن أن يكون، ولم تكد تمضي أعوام قليلة حتى جعلت وفودهم تفد إلى المدينة للقاء الحسنـ عليه السَّلام ـ والقول له والاستماع منه. [1]

و عليه كانت فترة الصلح الذي أقامه الإمام فترة إعداد تدريجي للأُمّة لمواجهة الحكم الأموي حتى يحين اليوم الموعود يوم يكون المجتمع الإسلامي مستعداً للثورة.

الإعلان عن الاستعداد للثورة

يوم صالح الإمام الحسن ـ عليه السَّلام ـ لم يكن المجتمع قد بلغ ذلك المستوى من الوعي والاستيعاب بما يخدم هدف الإمام في تلك الفترة كان المجتمع أسير الأماني والآمال تلك الأماني والآمال التي بثّت فيه روح الهزيمة.

إذن كان هدف الحسن هو أن يهيّئ عقول الناس للثورة على حكم الأمويين، ويمنحهم الفرصة لاكتشافه بأنفسهم مع التنبيه على ما فيه من مظالم وجرائم وانتهاكات للأحكام الإسلامية ممّا يبعث الوعي ويبثّه في أفكار الناس.[2]


[1]علي وبنوه، الدكتور طه حسين، 207.
[2]و من هنا يمكن القول بانّ معاهدة الصلح كانت كسيف ذي حدين لمعاوية كلّ منهما جارح مؤذ ، لأنّه لو التزم بمفادها، لكان هذا تحقيقاً لهدف الإمام في حدود ما، وإلاّفسيتسبب في خلق الكراهية الشاملة للسلطة الأموية وتحريض الناس لمواجهتها، وهذا أمرٌ لم يكن الإمام ليستبعده.

اسم الکتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام المؤلف : البيشوائي، مهدي    الجزء : 1  صفحة : 113
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست