responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشيعه في موكب التاريخ المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 60

7 ـ حسن إبراهيم حسن، وذكره في كتابه «تاريخ الاِسلام السياسي» في أُخريات خلافة عثمان بقوله: «فكان هذا الجوّ ملائماً تمام الملاءمة ومهيّأً لقبول دعوة (عبد الله بن سبأ) ومن لفّ لفّه والتأثّر بها إلى أبعد حدّ ـ وأضاف ـ وقد أذكى نيران هذه الثورة صحابي قديم اشتهر بالورع والتقوى ـ وكان من كبار أئمّة الحديث ـ وهو أبو ذر الغفاري الذي تحدّى سياسة عثمان ومعاوية واليه على الشام بتحريض رجل من أهل صنعاء وهو عبد الله بن سبأ، وكان يهوديّاً فأسلم، ثمّ أخذ ينتقل في البلاد الاِسلامية، فبدأ بالحجاز، ثمّ البصرة فالكوفة والشام ومصر... الخ[1].

هذا حال من كتب عن الشيعة من المسلمين، وأمّا المستشرقون المتطفّلون على موائد المسلمين فحدّث عنهم ولا حرج، فقد ابتغوا تلك الفكرة الخاطئة في كتبهم الاستشراقية التي تؤلّف لغايات خاصّة، فمن أراد الوقوف على كلماتهم فليرجع إلى ما ألّفه الباحث الكبير السيّد مرتضى العسكري في ذلك المجال، فإنّه ـ دام ظلّه ـ حقّق المقال ولم يبق في القوس منزعاً[2].

نظر المحقّقين في الموضوع:

1 ـ إنّ ما جاء في تاريخ الطبري من القصّة، على وجه لا يصحّ نسبته إلاّ إلى عفاريت الاَساطير ومردة الجنّ؛ إذ كيف يصحّ لاِنسان أن يصدّق أنّ يهوديّاً جاء من صنعاء وأسلم في عصر عثمان، واستطاع أن يغري كبار الصحابة والتابعين ويخدعهم، ويطوف بين البلاد ناشراً دعواه، بل واستطاع أن يكوّن خلايا ضدّ عثمان ويستقدمهم على المدينة، ويؤلّبهم على الخلافة الاِسلامية، فيهاجموا داره ويقتلوه، بمرأى ومسمع من الصحابة العدول ومن تبعهم بإحسان، هذا شيء لايحتمله العقل وإن وطّن على قبول العجائب والغرائب.


[1] تاريخ الاِسلام السياسي: 347.

[2] عبد الله بن سبأ 1: 46 ـ 50.

اسم الکتاب : الشيعه في موكب التاريخ المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 60
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست