responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشيعه في موكب التاريخ المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 54

الجماعة انصراف الاَمر إلى جهة لم تكن في حساباتهم ولا في حدود تصوّراتهم، وانحساره عمّا كان معهوداً به إليهم، عمدوا إلى التمسّك به بالاجتماع في بيت عليّ والاِعلان صراحة عن موقفهم ومعتقدهم.

نعم إنّ من غير المتوقع والمعهود أن يجتمع رأي هذه الجماعة ـ التي تؤلف خلاصة غنيّة من متقدّمي الصحابة ـ على هذا الاَمر في تلك اللحظات المضطربة والمليئة بالمفاجئات، وأن يترتّب عليه موقف موحّد ثابت، فهذا الاَمر يدلّ بوضوح على أنّه ما كان وليد يومه ونتاج مخاضه.

وممّا يؤكد ذلك ويقوي أركانه ما نقلته جميع مصادر الحديث المختلفة من نداءات رسول الله_ صلى الله عليه وآله وسلم _ وتوصياته بحقّ عليّ وعترته وشيعته في أكثر من مناسبة ومكان، وما كان يشير إليه _ صلى الله عليه وآله وسلم _ من فضل شيعة عليّ ومكانتهم، والتأكيد على وجوب ملازمتهم، وفي هذا دلالة لا تقبل النقض على أنّ التشيّع ما كان وليد السقيفة أو ردّة رافضة آنية لمجريات أحداثها، بل إنّ هذا الوجود يمتد عمقاً مع نشأة الاِسلام واشتداد عوده في زمن النبيّ محمّد_ صلى الله عليه وآله وسلم _ وحياته المباركة المقدّسة.

الفرضيّة الثانية: التشيّع صنيع عبد الله بن سبأ

لنقرأ ما كتبه الطبري حول هذا الوهم المصطنع:

قال: «إنّ يهودياً باسم عبد الله بن سبأ المكنّى بابن السوداء في صنعاء أظهر الاِسلام في عصر عثمان، واندسّ بين المسلمين، وأخذ يتنقّل في حواضرهم وعواصم بلادهم: الشام، والكوفة، والبصرة، ومصر، مبشّراً بأنّ للنبيّ الاَكرم رجعة كما أنّ لعيسى بن مريم رجعة، وأنّ عليّاً هو وصي محمّد_ صلى الله عليه وآله وسلم _ كما كان لكل نبيّ وصي، وأنّ عليّاً خاتم الاَوصياء كما أنّ محمّداً خاتم الاَنبياء، وأنّ عثمان غاصب

اسم الکتاب : الشيعه في موكب التاريخ المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 54
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست