responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاَئمّة الاثنا عشر المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 48

وكفّني واحملني على سريري إلى قبر جدّي رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ ثمّ ردّني إلى قبر جدّتي فاطمة بنت أسد فادفنّي هناك، وبالله أُقسم عليك أن تهريق في أمري محجمة دم».

فلمّـا حملوه إلى روضة رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ لم يشكّ مروان ومن معه من بني أُميّة أنّهم سيدفنونه عند جدّه رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _فتجمّعوا له ولبسوا السلاح، ولحقتهم عائشة على بغل وهي تقول: ما لي ولكم تريدون أن تُدخلوا بيتي من لا أُحبّ!! وجعل مروان يقول: يا ربّ هيجاء هي خير من دعةٍ، أيدفن عثمان في أقصى المدينة ويدفن الحسن مع النبيّ؟! وكادت الفتنة تقع بين بني هاشم وبني أُميّة. ولاَجل وصيّة الحسن مضوا به إلى البقيع ودفنوه عند جدّته فاطمة بنت أسد[1].

وتوفّي الحسن وله من العمر (47) عاماً وكانت سنة وفاته سنة (50) من الهجرة النبويّة. والعجيب أنّ مروان بن الحكم حمل سريره إلى البقيع فقال له الحسين: «أتحمل سريره؟! أما والله لقد كنت تجرّعه الغيظ» فقال مروان: إنّي كنت أفعل ذلك بمن يوازن حلمه الجبال[2].

فرح معاوية بموته:

ولما بلغ معاوية موت الحسن _ عليه السلام _ سجد وسجد من حوله وكبّـر وكبّـروا معه. ذكره الزمخشري في ربيع الاَبرار وابن عبد البرّ في الاستيعاب وغيرهما.

فقال بعض الشعراء:

أصبح اليوم ابن هند شامتاً * ظاهر النخوة إذ مات الحسنْ

يا ابن هند إن تذق كأس الردى * تكُ في الدهر كشيء لم يكنْ


[1] الارشاد: 193، كشف الغمة 1: 209، مقاتل الطالبيين: 74 ـ 75.
[2] مقاتل الطالبيين: 76.
اسم الکتاب : الاَئمّة الاثنا عشر المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 48
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست