responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 92

ومن المعلوم أنّ هذه الأحاديث على خلاف العقل الحصيف، ومن أوضح مصاديق تشبيه الخالق بالمخلوق، غير أنّ غلاة الحنابلة ـ و على رأسهم ابن تيمية ـ قد بالغوا في الأخذ بالروايات المنقولة عن مستسلمة اليهود والنصارى، وتأثّروا بأقوالهم المشبعة بفكرة التجسيم والتشبيه، الأمر الذي جرّهم إلى تلك المغبّة المذمومة، وإلاّ فالموحّد الذي يعتمد على النصوص القرآنية أوّلاً، والنبوية ثانياً، وحكم العقل الحصيف ثالثاً، لا يحوم حول هذه الروايات، ولا يقيم لها وزناً.

ذاته سبحانه ليست محلاًّ للحوادث

إنّ نظرية ابن تيمية في تكلّمه سبحانه، وقوله:إنّ الصوت والحروف قائمان بذاته، تستلزم أنّ ذاته تكون محلاًّ للحوادث، ولم يقل به أحد من أئمة السلف إلاّ الكرّامية، وقد استدلّ المحقّقون على امتناع كون ذاته محلاًّ للحوادث بوجوه نأتي بها إجمالاً:

1. أنّ حدوث الحوادث في ذاته يدلّ على انفعاله، والانفعال من شؤون الممكن لا الواجب، كما هو واضح.

2. أنّ المقتضي للحادث إن كان ذاته كان أزلياً وهو خلاف الفرض، وإن كان غيره، كان الواجب مفتقراً إلى الغير.

3. إن كان الحادث صفة كمال استحال خلو الذات عنها، وإن كان صفة نقص استحال اتّصاف الذات بها.[1]


[1] كشف المراد:294.
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 92
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست