responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 81

فالجميع كلامه ولسانه في مقام الفعل يتكلّم بلسان الحال، ويدلّ على عظمة الخالق وسعة علمه وإحاطة قدرته بكلّ شيء.

يقول الإمام علي(عليه السلام): «يقول لما أراد كونه: كن، فيكون، لا بصوت يقرع، ولا بنداء يسمع. إنّما كلامه سبحانه فعل منه، أنشأه ومثّله، لم يكن من قبل ذلك كائناً، ولو كان قديماً لكان إلهاً ثانياً».[1]

وقد نسب إليه هذان البيتان:

أتزعم أنّك جِرم صغير *** وفيك انطوى العالم الأكبرُ

وأنت الكتاب المبين الذي *** بأحرفه يظهر المضمرُ

فكلّ ما في صحيفة الكون من الموجودات الإمكانية كلماته، وتخبر عمّا في المبدأ من كمال وجمال وعلم وقدرة.

نظرية ابن تيمية

هذه نظرة سريعة إلى آراء المسلمين في تفسير معنى كونه سبحانه متكلّماً، وقد عرفت اتّفاقهم على تنزيهه عن وصفه بالتكلّم، بمعنى قيام الحروف والأصوات بذاته، وحان وقت البحث عن عقيدة ابن تيمية وسلفه.

وحاصل كلامه: أنّه سبحانه لم يزل متكلّماً وأنّ نوع التكلّم قديم، ولكن مصاديقه حادثة، نظير ما يقول الحكماء في العالم في بعض الأنواع بأنّ النوع قديم والمصاديق غير قديمة. وعلى كلّ تقدير فالحروف والأصوات قائمة بذاته ولا تفارق العلم والإرادة والكراهة، فالجميع من صفات الذات، وإليك نصوص كلامه من كتبه:


[1] نهج البلاغة: الخطبة 186.
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 81
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست