responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 79

على أنّ قيام المفاهيم المجرّدة بذاته سبحانه لا يخلو عن إشكال واضح مبيّن في محلّه.

وإنّما ذكرنا المذهبين (المعتزلة والأشاعرة) لأجل الإشارة إلى أنّ المسلمين قاطبة ـ وإن اختلفوا في حقيقة التكلّم ـ متّفقون على تنزيهه سبحانه عن قيام الحروف والأصوات بذاته. أمّا المعتزلة فذهبوا إلى إيجاده سبحانه الحروف والأصوات في الشجر وغيره، وأمّا الأشاعرة فلم يعيروا لهما قيمة، وإنّما ركّزوا على الكلام النفسي الباطني القائم بالذات.

نظرية الإمامية

إنّ مشاهير الإمامية قسّموا كلامه سبحانه وتعالى إلى قسمين:

1. ما إذا كان المخاطب فرداً معيّناً، فكلام الله له يتمّ بواحدة من الأقسام الثلاثة المُشار إليها في سورة الشورى : إمّا يوحي إليه، أو يكلّمه من وراء حجاب، أو يرسل رسولاً، فقد أشار بقوله: ((إلاّ وَحْياً))إلى الكلام الملقى في روع وقلب الأنبياء بسرعة وخفاء من دون توسيط مَلَك، وأشار بقوله: ((أو مِنْ وَراءِ حِجاب)) إلى الكلام المسموع لموسى في البقعة المباركة من الشجرة، قال سبحانه: ((فَلَمّا أتاها نُودِيَ من شاطئِ الوادِ الأيمَنِ في البُقْعَةِ المُبارَكةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أنْ يا مُوسى إنّي أنَا اللهُ رَبُّ العالَمينَ)).[1] وأشار بقوله: ((أوْ )(يُرْسِلَ رَسُولاً)) إلى الإلقاء الذي يتوسط فيه ملك الوحي.

وأمّا إذا كان المخاطب عامّة الناس في عامة الأجيال والأعصار فيفسّر


[1] القصص:30.
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 79
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست