responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 73

أنّه يرمي المفكّرين من المسلمين ـ كإمام الحرمين والغزّالي ـ في كتابيه: منهاج السنّة والموافقة، بأنّهما أشدّ كفراً من اليهود والنصارى! فلو كان هؤلاء المفكّرون أشدّ كفراً من أهل الكتاب فعلى الإسلام السلام!!

بقي الكلام فيما يستند إليه المجسّمة، وهو أنّ كل إنسان يتوجّه إلى السماء حين الدعاء ويرفع إليها يديه، وكأنّ الإنسان بالفطرة قائل بأنّ الله في السماء.

ولكن الإجابة عن ذلك واضحة.

أمّا أوّلاً: فبما أنّ الخيرات والبركات تنزل من السماء كما في قوله: ((وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ))[1]، فلأجل ذلك يتوجّه إلى السماء وترفع الأيدي إليها.

وثانياً: أنّ الإنسان بهذا العمل يجسّد علو مقامه سبحانه ورفعته.

ابن تيمية وجلوسه سبحانه على العرش

لا شكّ في أنّ الجلوس والقعود من صفات الإنسان أو غيره أيضاً، من غير فرق بين أن يكون الجلوس تربّعاً، أو على الركبتين، وهذا كالتحيّز، من صفات المادّة والمادّي، والموجود المنزّه عنهما لا يوصف بالجلوس.

ولكنّ ابن تيمية ينسب جلوس الله إلى أهل السنّة حيث قال في تفسير قوله تعالى: ((الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى))[2]: الاستواء من الله على عرشه المجيد على الحقيقة، لا على المجاز.[3]


[1] الذاريات:22.
[2]طه:5.
[3] مجموع الفتاوى: 5/519.
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 73
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست