responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 58

3

الجهة والمكان لله سبحانه عند ابن تيمية [1]

اتّفق علماء الإسلام ـ عدا بعض المحدّثين ـ على أنّه سبحانه منزّه عن الجهة والمكان، وقد برهنوا على ذلك ببراهين واضحة، نذكر بعضها:

1. أنّ الجهة أو المكان لو كانا قديمين يلزم تعدّد القدماء، ولو كانا حادثين يلزم أن يكون سبحانه محلاًّ للحوادث، حيث لم يكن ذا مكان ولا ذا جهة ثم وصف بهما.

2. أنّ الله سبحانه غني بالذات، فكونه ذا جهة أو ذا مكان، يلازم حاجته إليهما، فينقلب الغني فقيراً ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

3. أنّ كلّ ما هو في جهة إمّا جسم أو جسماني، وكلّ منهما ممكن بل حادث، فكيف يوصف بهما سبحانه وتعالى؟

هذه هي البراهين العقلية الّتي تفسّر لنا قوله سبحانه: ((لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ))[2] فلو كان في جهة أو مكان، يكون له ملايين الأمثال، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.


[1] هذا الفرع هو من فروع القول بتشبيه الباري بالممكنات، وهو متمّم للفصل السابق.
[2] الشورى: 11.
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست