responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 575

ونقض غزله أنكاثاً

ثم إنّ ابن تيمية لما وقف على أنّ أكثر ما نسبه من الحماقات إلى الشيعة لا يتفق مع الواقع وأنّهم برآء من هذه التهم براءة يوسف عما أُلصق به، حاول تبرير تلك التهم وقال:

ومما ينبغي أن يُعرف أن ما يوجد في جنس الشيعة من الأقوال والأفعال المذمومة، لكن قد لا يكون هذا كله في الإمامية الاثني عشرية، ولا في الزيدية ولكن يكون كثير منه في الغالية وفي كثير من عوامهم مثل ما يذكر عنهم من تحريم لحم الجمل، وأنّ الطلاق يشترط فيه رضا المرأة، ونحو ذلك مما يقوله بعض عوامهم، وإن كان علماؤهم لا يقولون بذلك، ولكن لما كان أصل مذهبهم مستنداً إلى الجهل كانوا أكثر الطوائف كذباً وجهلاً.[1]

إنّه بكلامه هذا صار من مصاديق قوله تعالى: ((كالّتي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوّة أنكاثاً))، ومع ذلك كلّه فقد صبّ سمّه في آخر كلامه فجعل الشيعة من أكثر الطوائف كذباً وجهلاً، وكأنّه أحاط بعقائد وأقوال عامّة الطوائف الإسلامية وغيرها وعدّها وأحصاها فوجد الشيعة أكثرهم كذباً وجهلاً.

((كَبُرَتْ كَلِمَةٌ تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ إنْ يَقُولونَ إلاّ كَذِباً)).[2]

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

تمّ الكتاب بقلم مصنفه جعفر السبحاني،

عشيّة يوم الأحد، الخامس

والعشرين من شهر صفر المظفر

من شهور عام1432 للهجرة الشريفة


[1] منهاج السنّة:1/57، وفي طبعة بولاق: 1 / 13 .
[2]الكهف:5.
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 575
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست