اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 552
استطاع أن يردّ على بسملة الكتاب وحمده، لفعل.
ولذلك نرى أنّه أنكر روايات صحاح أطبق على صحتها حفّاظ الحديث وأثباته.
ويؤيد ذلك ما يقوله هو في مقدمة كتابه: فإنّه قد أحضر إليّ طائفة من أهل السنّة والجماعة كتاباً صنفه بعض شيوخ الرافضة في عصرنا،يدعو إلى مذهب الرافضة الإمامية... إلى أن قال: وطلبوا منّي بيان ما في هذا الكتاب من الضلال وباطل الخطاب لما في ذلك من نصر عباد الله المؤمنين وبيان بطلان أقوال المفترين الملحدين.
ثم قال: ولمّا ألحّوا في طلب الردّ لهذا الضلال المبين، ذاكرين أنّ في الإعراض عن ذلك خذلاناً للمؤمنين، فكتبت ما يسّره الله من البيان... الخ.[1]
ترى أنّه قبل أن يقرأ الكتاب حكم عليه بالضلال، وعلى مؤلفه بالإلحاد، وبذلك خرج عن أدب المناظرة، فإنّ اللائق بحال الرجل المحقّق أن يقول: عليّ أن أقرأ الكتاب حتى أقف على آرائه وأفكاره ودلائله في مسألة الإمامة، فما وجدته حقّاً صدّقته، وما وجدته باطلاً رددت عليه.
ومن المعلوم أنّ من اتخذ من بدء الأمر أن يكتب ردّاً على كتاب من قبل أن يقرأه، لا يكون باحثاً واعياً فاحصاً عن الحقيقة.
خروجه عن حدود أدب المناظرة والنقد البنّاء
من الشروط اللازمة للمتناظرين هو أن يحترم كلّ، الطرف الآخر، ويركز في الردّ على ما يتبناه الآخر، ببرهان واضح ودليل ظاهر، بعيداً عن أسلوب