responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 533

الإشكال الخامس: الانتظار يختص بالطائفة الإمامية

يقول: هذا المنتظر لم يحصل به لطائفته إلاّ الانتظار لمن لا يأتي، ودوام الحسرة والألم، والدعاء الذي لا يستجيبه الله، لأنّهم يدعون له بالخروج والظهور من مدة أكثر من أربعمائة وخمسين سنة لم يحصل شيء من هذا.[1]

يلاحظ عليه: أوّلاً: إنّ انتظار الإمام المهدي لا يختصّ بالطائفة الإمامية، بل يعمّ طوائف أهل السنّة وغيرهم (إلاّ من شذّ منهم)، وإنّما الفرق هو أنّ الإمامية ينتظرون ظهور إمام موجود، ولكنّه غائب عن أعين الناس، وأنّ أكثر أهل السنّة ينتظرون يوم مولد الإمام في آخر الزمان، ويوم نهضته المباركة التي يقيم فيها دولة العدل الإلهي على البسيطة كلّها، وهم ـ كالإمامية ـ يدعون الله تعالى بأن يفوزوا بطلعته الشريفة، ويدركوا أيام دولته الغرّاء لينعموا بأفياء عدلها وخيراتها.

وممّا يدلّ على إيمان أهل السنّة بفكرة الانتظار، هو إطلاق وصف المنتظر على المهدي من قبل علمائهم وكتّابهم، واستعمالهم هذا الوصف عند تسمية مؤلفاتهم، وممّن قام بذلك:

1. الشيخ يوسف بن يحيى السلمي المقدسي الشافعي، وسمّى كتابه: «عقد الدرر من أخبار المهدي المنتظر ـ ط»، أتمّ تأليفه سنة (685هـ).

2. الفقيه ابن حجر الهيتمي المكّي (المتوفّى 974هـ)، وسمّى كتابه: «القول المختصر في علامات المهدي المنتظر ـ ط».

3. الشيخ يوسف بن مرعي الحنبلي (المتوفّى 1033هـ)، وسمّى كتابه:


[1] منهاج السنّة:4/91، وفي طبعة بولاق:2/132.
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 533
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست