responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 53

نهار وهو يقول: ((لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء))[1] وإذا أثبتوا لله الحركة والنزول والصعود، فقد جعلوا لله مثلاً وشبيهاً.

ومن يرجع إلى كلمات علماء الإسلام الواعين من السلف والخلف يجد أنّهم متفقون على تنزيهه سبحانه من أوصاف الجسم والجسمانيات، وأنّهم قد أوّلوا الحديث المروي عن أبي هريرة، بما ينسجم وتقدّسه عن الجسمية.

يقول الحافظ ابن حجر في شرح الحديث المذكور، ما هذا نصّه: استدلّ به من أثبت الجهة وقال هي جهة العلو، وأنكر ذلك الجمهور ; لأنّ القول بذلك يُفضي إلى التحيّز، تعالى الله عن ذلك، وقد اختلف في معنى النزول على أقوال، ثم قال: وقد حكى أبو بكر بن فورك أنّ بعض المشايخ ضبطه بضمّ أوله على حذف المفعول أي ينزل ملكاً، ويقوّيه ما رواه النسائي من طريق الأغرّ عن أبي هريرة وأبي سعيد بلفظ: «إنّ الله يمهل حتّى يمضي شطر الليل ثم يأمر منادياً يقول: هل مَن داع فيستجاب له..» ثم قال: وبهذا يرتفع الإشكال .[2]

ثم نقل عن البيضاوي أنّه قال: ولمّا ثبت بالقواطع أنّه سبحانه منزّه عن الجسمية والتحيّز امتنع عليه النزول على معنى الانتقال من موضع إلى موضع أخفض منه.

نعم ربّما يتمسّك المجسّمة بقوله سبحانه: ((وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ))[3].


[1] الشورى: 11.
[2] فتح الباري: 3 / 30 .
[3] الفجر: 22.
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 53
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست