اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 491
قد فرغ بعضهم من طلبه قبل أن يُخلق (عليه السلام).
وها نحن نذكر، بإيجاز، شيئاً من حياة الإمام العسكري، وحياة هؤلاء الشيوخ، لكي يكتشف، القارئ العزيز، بنفسه حقيقة التدليس الذي مارسه ابن تيمية في ردّه المتقدّم، ويقف، أيضاً، على حقائق أُخرى، نعرض لها في أثناء البحث:
ولد الإمام الحسن العسكري بالمدينة المنوّرة سنة (232هـ)، وانتقل به والده الإمام علي الهادي إلى سامراء بعد أن أشخصه إليها المتوكل العباسي سنة (233هـ) ليكون تحت الرقابة، فأقام بها إلى أن استشهد في سنة (260هـ). وكان الحسن العسكرى(عليه السلام) قد نهض بمسؤولية الإمامة ونشر العلم بعد استشهاد والده في سنة (254هـ).[1]
أمّا الشيوخ الستة،وهم:
1. البخاري، فقد ولد في بخارى سنة (194هـ)، ورحل في طلب الحديث سنة (210هـ)، فزار خراسان والعراق والحجاز وغيرها وأقام في بخارى، وقدم نيسابور سنة (250هـ) وحدّث بها، وتعصّب عليه جماعة ورموه بالتهم، فأُخرج إلى خَرتنْك(من قرى سمرقند) فمات فيها سنة (256هـ).[2]
فالبخاري، إذاً، كان أكبر من الإمام العسكري بنحو(38سنة)، وكان يقيم ببخارى، وتوفّي بإحدى قرى سمرقند بعد سنتين، فقط، من بدء الإمام