اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 488
ما هو الداعي إلى إنكار الحكاية
ويظهر أنّ محاولة إنكار الحكاية المذكورة من قبل ابن تيمية، تعود إلى رغبته في الدفاع عن المتوكل الذي أمر، لمّا أفضت الخلافة إليه، باستقدام المحدّثين إلى سامراء وأجزل صلاتهم ورووا أحاديث الرؤية والصفات[1]، ونصر أحمد بن حنبل وقدّمه على المعتزلة. ثمّ هدم قبر الحسين(عليه السلام) وما حوله من الدور وأمر أن يزرع، ومنع الناس من إتيانه.[2] ومثل هذه الأعمال تستهوي ابن تيمية وأمثاله من النواصب والمجسّمة والغلاة من الحنابلة وغيرهم، ولذا قالوا عنه: بأنّه أظهر السنّة،ولقّبوه بمحيي السنّة.
ولمّا كانت الحكاية المذكورة تفضح المتوكّل، إذ تتحدّث عن مجلس شربه، وهو يكرع الخمرة في جوف الليل، بينما كان الإمام الهادي في ذلك الوقت متوجّهاً إلى ربّه يترنّم بآيات من القرآن.. عزّ على ابن تيمية أن يقبلها، ولكنّه غفل عن أنّ (سنّة) المتوكّل في اللهو والطرب والفساد ومعاقرة الخمور، قد (ظهرت) وشاعت بين الناس، ودوّنها المؤرّخون وأرباب السِّير والتراجم، ولا يمكن إخفاؤها مهما بُذل في ذلك من محاولات.
وإليك شيئاً ممّا ورد حول ذلك:
قال الطبري:(وأخذ ]المتوكل[ مجلسه، ودعا بالندماء والمغنين، فحضروا... وأخذ في الشراب واللهو، ولهج يقول: أنا والله مفارقكم عن قليل، فلم يزل في لهوه وسروره إلى الليل.